الشيخ الأسير عدنان عقلة



          س976: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته، بارك الله بكم يا شيخ و بعلمكم .. نحن مجموعة من الشباب المسلم من سوريا قرأنا كثيراً عن التجربة الجهادية في سوريا في الثمانينات  ورغم أننا لم نعايش تلك المرحلة  فأننا نتطلع دائماً لمعرفة الأحداث الحقيقية لتلك المرحلة لعلنا نتعلم من دروس الماضي و نتعلم من أخطاء إخواننا.
          يا شيخ قد قرأنا مؤخراً لبعض الكتاب المحسوبين على النظام السوري أو ممن يدعون معارضته من أمثال النصيري نزار نيوف كلامهم حول الشيخ عدنان عقلة وإخوانه من المجاهدين  في تلك المرحلة وقد قام هؤلاء بالتشكيك بشخصية الشيخ عدنان عقلة   فادعوا أنه كان متعاملاً مع  السلطة وأنه كان من نوع العميل المزدوج واحتج أولئك أن مصير الشيخ غير معروف فلا يعرف إن كان قد استشهد أم هو في الأسر  وقد أوقع هذا بعضنا في حيرة  .. ونحن نطلب منك يا شيخ باعتبارك كنت من المقربين من الشيخ عدنان  وإخوانه توضيحاً حول ما جرى  ..  وجزاكم الله عنا و عن المسلمين خيراً؟ 

          الجواب: الحمد لله رب العالمين. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد .. عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم " من ذبَّ عن عِرض أخيه بالغَيبة كان حقاً على الله أن يُعتقه من النار ". وقوله صلى الله عليه وسلم:" ما من امرئٍ يخذلُ امرءاً مسلماً في موطنٍ يُنتقصُ فيه من عِرضهِ، ويُنتهكُ فيه من حرمته، إلا خذلَه الله تعالى في موطنٍ يُحبُّ فيه نصرَته، وما من أحدٍ ينصرُ مسلماً في موطنٍ يُنتقصُ فيه من عِرضه، ويُنتهك فيه من حُرمته إلا نصرَه الله في موطنٍ يُحب فيه نصرتَه ". وبخاصة أن الأخ غاب من حوله من يجرؤ على إنصافه من ظالميه!
          وعليه فأقول: الأخ الشيخ المجاهد عدنان عقلة ـ كما أعرفه ـ من القلة القليلة في هذا العصر التي حملت هموم هذه الأمة، ونهضت بكل ما تملك من نفس ونفيس لنصرة الدين، واستئناف حياة إسلامية راشدة على ربوع بلاد الشام .. جمع بين صفاء ونقاء العقيدة والتوحيد ومنهج الجهاد في سبيل الله .. فالشيخ مسعِّرُ حربٍ لو كان معه رجال!
          والشيخ المجاهد لهمته العالية هذه قد تآمر عليه أكثر من طرف وجهة منها المباشر ومنها غير
المباشر .. إلى أن غُدر به .. ووقع أسيراً في أيدي طواغيت وجلادي النظام النصيري البعثي في الشام .. وكان ذلك عام 1982م .. أراح الله البلاد والعباد منهم، وما ذلك ببعيدٍ إن شاء الله .. والشيخ إلى الساعة لا يزال قابعاً في سجون وزنازين الطواغيت الظالمين!
ثم متى ـ يا إخواني ـ يُلزمنا الحق بأن نلتفت فضلاً عن أن نعتمد تجريح وتعديل الزنادقة الملحدين أمثال هذا النصيري الذي سميتموه " نزار نيوف " لرجالٍ كالجبال؛ أمثال الشيخ المجاهد عدنان عقلة .. فك الله أسره وجميع إخوانه؟!
ثم لو كان هذا الذي يقوله هذا الزنديق الملحد المشبوه صحيحاً .. هل ترون عائلة الأخ عدنان وأبناءه إلى الساعة .. ومنذ أكثر من عشرين عاماً .. تتقاذفهم المحن في بلاد المهجر .. لا يستطيعون النزول إلى سورية .. ولا يملكون الوثائق الرسمية التي تُعرف عنهم .. يعيشون الخوف من الخطف والغدر في كل حين ..؟؟!
أما لماذا نزار نيوف ومن معه يُشيعون مثل هذا الكذب على الشيخ ..؟!
الجواب: لكي يتملص هو ومن معه ممن يزعمون الاهتمام بحقوق الإنسان في سورية من مجرد السؤال عن مصير ومكان أسر الشيخ الأسير .. فضلاً عن المطالبة بالإفراج عنه .. أو الدفاع عنه والتعامل معه كإنسان .. إضافة لما تحمله أنفسهم المريضة من ضغينة على عقيدة وجهاد الشيخ!