س854: يوجد بعض الأخوة تنطبق عليهم صفات " خوارج هذا الزمان
" كما بينتم في "القطوف والخواطر"، وزادوا على ما ذكرتم هجرتهم من
المدن إلى الريف، وتجمعوا هناك، وفسقوا كل من لم يُهاجر إليهم .. وقد بدءوا
بمواجهة الطواغيت قبل استكمال العدة اللازمة .. مما يعني استئصالهم المؤكد من قبل
جند الطاغوت .. فما موقفنا تجاههم في مثل هذه المرحلة العصيبة .. حيث هناك أخوة ـ
لشدة حبهم للجهاد ـ يرغبون بالانضمام إليهم .. أفتونا حفظكم الله؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين. يجب جهاد
طواغيت الكفر والظلم الذين لا يحكمون بما أنزل الله .. وهذا لا يعني بحال أن نبارك
جهادهم على طريقة الخوارج الغلاة الذين يضعون السيوف حيث ينبغي شرعاً أن تُرفع،
ويرفعونها حيث ينبغي شرعاً أن توضع!
فالجهاد
ـ وكذلك أي عمل تعبدي ـ لا يُقبل ولا يصح إلا بشرطين: أن يكون مشروعاً؛ قد أمر
الله به ورسوله .. وأن يكون خالصاً لوجه الله تعالى، وأيما عمل لا يتحقق فيه هذان
الشرطان، فهو عمل مرفوض ومردود لا تجوز مباركته، ولا الرضى به.
فإذا
علمت ذلك علمت أنه لا يجوز الالتحاق بمن ذكرت، ولا تكثير سوادهم في شيء، كما يجب
تحذير الشباب منهم .. ولو وجد من طلبة العلم من يتقدم بالنصح لهم يكون ذلك خيراً
وإلا اعتزالهم يكون أولى، والله تعالى أعلم.