تعليق على قول



س770: ما تعليقكم على كلام الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب في كتابه الدلائل في حكم موالاة أهل الإشراك:
" اعلم رحمك الله أن الإنسان إذا أظهر للمشركين الموافقة على دينهم، خوفاً منهم ومداراة لهم، ومداهنة لدفع شرهم، فإنه كافر مثلهم وإن كان يكره دينهم، ويبغضهم ويحب الإسلام والمسلمين، هذا إذا لم يقع منه إلا ذلك، فكيف إذا كان في دار منعة .. ودخل في طاعتهم، وأظهر الموافقة على دينهم الباطل، وأعانهم عليه بالنصرة والمال، ووالاهم وقطع الموالاة بينه وبين المسلمين، وصار من جنود القباب والشرك وأهلها بعد ما كان من جنود الإخلاص والتوحيد وأهله .. فإن هذا لا يشك مسلم أنه كافر من أشد الناس عداوة لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولا يستثنى من ذلك إلا المكره، وهو الذي يستولي عليه المشركون فيقولون له: اكفر، أو افعل كذا، وإلا فعلنا بك وقتلناك، أو يأخذونه فيعذبونه حتى يوافقهم، فيجوز له الموافقة باللسان مع طمأنينة القلب بالإيمان، وقد أجمع العلماء على أن من تكلم بالكفر هازلا، أنه يكفر، فكيف بمن أظهر الكفر خوفاً وطمعاً في الدنيا "؟!

فهل إظهار الموافقة على دين الكافرين خوفاً أو مداهنة لدفع الشر هو كفر مخرج من الملة حتى لو كان يكرههم ويبغضهم ويبغض دينهم كما يقول الشيخ سليمان .. وحتى لو كان قلبه مطمئن بالإيمان .. وجزاكم الله خيراً؟!
الجواب: الحمد لله رب العالمين. كلام الشيخ رحمه الله:" إذا أظهر للمشركين الموافقة على دينهم، خوفاً منهم ومداراة لهم، ومداهنة لدفع شرهم، فإنه كافر مثلهم .. " يُحمل على الخوف الموهوم أو مجرد الخوف والخشية من دون أن توجد دواعيه ومبرراته من الإكراه المحقق .. فمن أظهر الموافقة والمتابعة للمشركين لخوف هذا وصفه .. فكلام الشيخ حق، وعلى ظاهره.
فالله تعالى حذر من أن نخشى المشركين وطواغيتهم، كما قال تعالى:} أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ {. فإذا كان مجرد الخشية منهم ومن طواغيتهم لا يجوز فكيف يكون مبرراً لإظهار الكفر والمتابعة لهم؟!
أما إن كان الخوف ناتجاً عن إكراه محقق أو ضرر محقق إن لم يُظهر لهم من الموافقة ما يدفع به أذاهم وشرهم .. فهذا النوع من الخوف معتبر، كما لا يجوز اعتماده كدليل على التكفير، كما قال تعالى:} إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْأِيمَانِ {. وقال تعالى:}  إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً {والله تعالى أعلم.