س771: أود السؤال عن جماعة " الإخوان
المسلمين " هل يعتبرون من أهل السنة والجماعة، وهل لهم أصول يخالفون بها أصول
أهل السنة والجماعة .. وبخاصة أنني تربيت على أيديهم وتعلمت منهم الكثير من أمور
الدين، فما رأيت فيما تعلمته منهم ما يُخالف عقيدة أهل السنة والجماعة؟؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين. الإخوان المسلمون خليط
غير متجانس، فيهم الصوفي الأشعري، وفيهم السلفي التقليدي، وفيهم الصالح والطالح،
وفيهم المشرك والموحد .. وفيهم العلماني وغير العلماني .. وفيهم المرجئ والجهمي،
وفيهم السني .. وفيهم المعتزلي الذي يُقدم العقل على النقل وفيهم من يُخالفه ..
وهم في كثير من الأحيان غير واضحي الأهداف والوسائل .. كما أنهم لا يُلزمون أنفسهم
وأفرادهم بفقه أو عقيدة مذهب معين، فالمجال للمرء من هذا الجانب مفتوح لرغبته
وميوله .. وهذا من أكبر الأسباب التي أدت وتؤدي إلى انقسام هذه الجماعة إلى جماعات
وأحزاب متفرقة عدة؛ فما من عام تقريباً إلا ونشهد لهذه الجماعة الشائخة انقساماً
وانشقاقاً جديداً!
وما يمكن أن يُقال عن هذه الجماعة كذلك أنها تنتهج طريق
وسياسة المداهنة والموالاة لكثير من الأنظمة الطاغية الكافرة الحاكمة، والاعتراف
بشرعيتها، وشرعية دساتيرها الكافرة الباطلة، وفي بعض الأحيان ـ لشدة ركونها لهذه
الأنظمة ـ تشعر وكأنها طرف من هذه الأنظمة وركن من أركانها .. رغم جفاء هذه
الأنظمة لهم!!
طلقوا الجهاد ـ رغم تمسكهم بشعارهم القديم " الجهاد
سبيلنا " ـ وانتهجوا طريق الديمقراطية بمفهومها العلماني الإباحي السائد في
بلاد الكفر .. والمتتبع لأدبياتهم لا يصعب عليه معرفة ذلك.
أدبروا بظهورهم ـ استعلاءً وكبراً وتحزباً ـ لكثير من
الجماعات الإسلامية والعاملين من أجل قضايا هذا الدين .. وأقبلوا على كثير من
الأحزاب العلمانية الكافرة بالتملق والتنسيق والتحالف معها .. تحت عنوان الوحدة
الوطنية .. وضرورة التعايش المشترك .. والعمل من أجل الوطن .. وغير ذلك من الأعذار
والرايات الباطلة!
فعكسوا قوله تعالى وعملوا بخلافه، كما في قوله تعالى:}
أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ {.
أما حزب الإخوان فإن واقعهم يقول ـ وهو في كثير من الأحيان يكون أصدق تعبيراً من
قول اللسان ـ: أنهم أذلة على الكافرين، والطواغيت الظالمين، أعزة على المؤمنين
الموحدين!!
لأجل ما تقدم أقول: جماعة الإخوان المسلمين جماعة ضالة
ومنحرفة .. وهي عبارة عن مزيج من الأهواء والمشارب
والمذاهب .. فيها من هم من أهل السنة والجماعة .. وفيها من هم غير ذلك .. بل وفيها
المشرك والموحد .. ضبابية المعالم والأهداف .. لذا لا أرى جواز تكثير سوادها، ولا
الانتساب إليها، كما لا أرى صواب ولا جواز أن يُطلق عليها كجماعة أو حزب أنها من
أهل السنة والجماعة، والله تعالى أعلم.