التخلي عن الهدي الظاهر



س772: أنا في بلد غير مسلمة، ويُضيّق فيها على المسلمين الذين لهم هدي ظاهر، وقد علمت فتوى للشيخ ابن تيمية في جواز التخلي عن الهدي الظاهري في مثل هذه البلاد .. فهل يجوز لي الأخذ بها والمضي في تعلم ديني هكذا .. حيث أنني حديث عهد بكفر؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. لو عرّف السائل عن اسم البلد الذي يعيش فيه، وكذلك هل هو رجل أم امرأة لكان أفضل، ولأعان ذلك على تحديد المشكلة والجواب عليها بصورة أفضل ..  ولكن الذي يمكن قوله هنا التالي: ينبغي النظر إلى شيئين:
1- نوع التضييق الذي تتعرض له شخصياً هل يرقى إلى درجة الضرر أو الإكراه، أو الحرج الشديد أم لا .. حيث أن كلمة " التضييق " واسعة المعاني والدلالات.
2- نوع الهدي الظاهر الذي تسأل عنه؛ حيث أن من الهدي الظاهر ما يرقى إلى درجة الوجوب كإرخاء اللحية، ومنه ما يكون مندوباً دون الوجوب كالثوب، وتقصيره إلى منتصف الساق، وإرخاء اللحية قدر القبضة، والعمامة وغيرها .. وكذلك غطاء الوجه بالنسبة للمرأة.
فما كان مندوباً فالتخلي عنه فيه سعة؛ فللمرء ـ المبتلى بالعيش في بلاد تضطهد وتضايق من كان ملتزماً بالهدي الظاهر ـ أن يتخلى عن المندوب من الهدي الظاهر ويلتزم ما يُقاربه ويُشابهه ما أمكن، وبالقدر الذي يدفع عنه الأذى والحرج.
أما ما يدخل من الهدي الظاهر في حكم الوجوب ـ كإرخاء اللحية ـ  لا يجوز التخلي عنه إلا لإكراه شرعي معتبر، أو ضرر محقق؛ كأن يكون ـ بسبب التزامه بما يجب عليه من الهدي الظاهر ـ عرضة للقتل، أو السجن، أو الضرب، أو التعرض للرجم بالحجارة من قبل العنصريين الحاقدين، ونحو ذلك .. حيث أن مجرد التضييق المحتمل لا يُبرر التخلي عن الهدي الظاهر الواجب، والله تعالى أعلم.