الصلاة خلف أئمة الأوقاف



س861: كنت أصلي في المسجد، ولكن أحد الأخوة قال لي أن الصلاة وراء هؤلاء الأئمة لا تجوز، لأنهم يحضرون اجتماعات الأوقاف التي يستهزئ فيها بالدين، ولا ينكرون .. فقلت له يا أخي منهم من ليس يرضى بذلك، قال لماذا يحضر، قلت له لأنه إذا ما حضر ما يتركوه في المسجد، وإذا كل واحد منهم ترك، لا تقم الصلوات في المساجد على هذا القول، وهو بذلك يحضر مجالسهم وهو غير موافق لما يقولون وبذلك يكون كالمكره، قال الأخ، هذا إكراه غير ملجئ .. وهذا الأخ إلى الآن ما يصلي في المساجد، حتى صلاة الجمعة.
وبصراحة يا شيخ أنا كذلك تركت الصلاة في المسجد إلا الجمعة، والله أنا جداً محتار، بين لنا الصواب يا شيخ بارك الله فيك ..؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. من ثبت عنه يقيناً أنه يستهزئ بدين الله أو يجلس مختاراً في المجالس التي يُستهزأ فيها بالله وآياته ورسوله ثم لا يقم ولا يُنكر .. فهو كافر مرتد، لا تجوز الصلاة خلفه.
ولكن السؤال هنا: هل اجتماعات مجالس الأوقاف التي تُعقد في بلدكم يقيناً تُعقد للطعن والاستهزاء بالدين .. أم هو مجرد الظن .. والظن لا يغني من الحق شيئاً .. وبخاصة في مسائل التكفير، والكفر والإيمان ؟!!
ثم ما أدرى صاحبك ـ على افتراض حصول الاستهزاء بالدين في تلك المجالس ـ أن الأئمة والخطباء أو بعضهم لم ينكر، ولم يخرج .. وهم تعدادهم بالآلاف .. هل أحصاهم وعدهم عداً .. وعلم موقف كل واحد منهم .. حتى يُعمم عليهم كلهم بحكم واحد؟!!
لذا فالظاهر لي أن موقفك وموقف صاحبك يحكمه سوء الظن لا العلم اليقيني .. والجمعة والجماعات لا تُترك بمجرد ظن السوء .. والذي أراه أن تعود وصاحبك إلى صلاة الجمعة والجماعات في مساجد المسلمين .. وخلف أئمتهم .. ولا تعتزلوا الصلاة خلف أحدٍ منهم إلا من علمتم عنه يقيناً أنه منافق .. وأنه يطعن ويستهزئ بدين الله عز وجل .. فهذا الذي تعتزلون الصلاة خلفه وحسب، والله تعالى أعلم.