اتخاذ الوکلاء للمسجونين المسلمين فی ظل الحکومات الطاغية



س1209: هل يجوز اتخاذ الوکلاء للمسجونين المسلمين فی ظل الحکومات الطاغية .. من قبيل الدفاع عنهم .. وهل يُعد ذلك من قبيل التحاكم إلى الطاغوت .. وجزاکم الله خيراً؟

          الجواب: الحمد لله رب العالمين. هذا سؤال قد أجبت عنه أكثر من مرة .. وأعيد هنا فأقول: لا حرج .. ما اقتصر عمل هؤلاء الوكلاء على الدفاع عن قضايا ومظالم المسجونين .. فهذا واجب .. وهو من قبيل نصرة المسلم لأخيه المسلم .. وعدم خذلانه في مواطن الشدة والكرب .. وقد حصل لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن وقف أمام طاغية التتار قازان ـ نيابة عن المسجونين عنده من المسلمين وغيرهم من أهل الذمة ـ ليُطالبه بإطلاق سراحهم .. وقد حصل سجال وجدال بين الشيخ والطاغية حول المسجونين معروف ومنشور .. ولشيخ الإسلام مراسلات أخرى إلى طواغيت وملوك من غير المسلمين .. يُطالبهم فيها بالإحسان في التعامل مع أسرى المسلمين .. ويستعطفهم على فعل ذلك .. كما أن الصحابي عبد الله بن حذافة قد قبل رأس الطاغية مقابل أن يفرج عنه وعن جميع أسرى المسلمين ممن هم عنده .. وقد نال فعله هذا الاستحسان عند عمر بن الخطاب t وغيره من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين .. فمثل هذا لا حرج فيه .. ولا يُدرج في معنى التحاكم إلى الطاغوت .. والله تعالى أعلم.