س781: أنا معجب بكتب الشيخ محمد قطب، ورأيته يكثر إطلاق أن الإنسان
هو خليفة الله، ورأيت كلاماً لابن تيمية ينكر هذا الوصف، ماهو الصحيح في هذه
المسألة؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين. لا يجوز إطلاق عبارة "
الإنسان خليفة الله في الأرض "؛ فالخليفة هو الذي يقوم بالمهام نيابة عن
مستخلِفه .. ويقوم مقامه بعده .. وهذا المعنى لا يليق بالله تعالى ولا بأسمائه
وصفاته العليا .. وإنما يجوز أن يُقال:" أن الإنسان مُستخلف في الأرض "
بمعنى أنه مأمور في أن يعمرها ويعمل فيها وفق أمر الله وشرعه، وهذا هو المراد من
قوله تعالى:) وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي
الْأَرْضِ خَلِيفَةً( .
وقيل: أن الإنسان خليفة عمن كان قبله من الجن الذين
أفسدوا في الأرض وسفكوا الدماء .. ليعمرها ويسكنها بالعدل وفق أمر الله وشرعه ..
بخلاف الجن الذين أفسدوا فيها، والله تعالى أعلم.
ومما يدل على هذا المعنى أن من سنن الله تعالى في خلقه ـ
الجارية على الإنسان كذلك ـ أنه تعالى لا يُهلك الأمم والشعوب والدول إلا بعد
الظلم .. والطغيان والفساد .. والفسوق .. ليستبدلهم بقوم آخرين لا يكونوا أمثالهم
كما قال تعالى:) وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ
ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ (. وقال تعالى:) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ
عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ
أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي
سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ
مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (المائدة:54.