س804: هناك من يجعل الانتماء لهيئة الأمم المتحدة بمنزلة حلف
الفضول .. فما الجواب عن هذا الإشكال والاستدلال؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين. لا وجه للشبه والقياس بين حلف
الفضول وبين هيئة الأمم المتحدة، وذلك من أوجه:
منها: أن هيئة الأمم المتحدة مجلس تشريعي قوانينه
وتشريعاته ـ بغض النظر عن مدى عدالتها وأحقيتها ـ ملزمة للدول والشعوب .. وهي ـ في
نظر القوم ـ تعلو ولا يُعلى عليها .. وحلف الفضول ليس شيئاً من ذلك.
ومنها: أن هيئة الأمم المتحدة في كثير من مواقفها
وقوانينها تبرر للظالمين ظلمهم .. وتكون غطاء لهم ولظلمهم .. وتُصبغ عليهم وعلى
ظلمهم الشرعية والقانونية .. بينما حلف الفضول قام على مبدأ واحد وهو إنصاف
المظلوم الضعيف من الظالم القوي!
حصار الشعوب المستضعفة إلى أن تموت جوعاً .. واغتصاب
الأرض واحتلالها .. وتسلط الأنظمة الديكتاتورية الظالمة على الشعوب المستضعفة ..
كل ذلك يتم بمباركة الأمم المتحدة وموافقتها!
ومنها: أن هيئة الأمم المتحدة .. يحكمها ويسيرها قادة
دول الاستكبار والظلم العالميين الذين يملكون حق الفيتو .. حيث لا يمكن للأمم
المتحدة أن تسير في اتجاه تُخالف فيه شيئاً من أطماع وسياسة ومصالح تلك الدول
المستكبرة المتسلطة .. مهما اشتد عداؤها وظلمها للآخرين .. وحلف الفضول لم يكن
شيئاً من ذلك .. وبالتالي كيف يُقاس عليها أو يُقال هيئة الأمم المتحدة كحلف
الفضول؟!!