الدليل على جواز الخروج على الحاكم شديد الظلم



س761: قرأت لكم في إحدى رسائلكم بما معناه وفهمته أنا بطريقتي أن شرط " كفر الحاكم " ليس هو الشرط الوحيد اللازم لحلية الخروج عليه، بل أن جوره وظلمه كاف للخروج عليه في حالة القدرة واتفاق الأمة، فهل هناك دليل شرعي وتاريخي يؤكد هذا القول المهم ؟!

الجواب: الحمد لله رب العالمين. لعلكم تقصدون رسالة " فصل الكلام في مسألة الخروج على الحكام " .. والذي قلته في هذه الرسالة وأقوله هنا: أن الحاكم المسلم الفاسق الظالم الشديد الفسق والظلم والفجور إن قدر الخروج عليه وكان الخروج عليه أقل فتنة وضرر من بقائه على سدة الحكم جاز الخروج عليه عملاً بمجموع الأدلة الشرعية التي توجب تغيير المنكر والأخذ على يد الظالم .. وعملاً بالقواعد الشرعية التي تُلزم بدفع الضرر الأكبر بالضرر الصغر .. والشر الأكبر بشر أصغر منه.
وفي الحديث فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" إن شرّ الرعاء الحُطمة " أي شديد البطش والظلم بالرعية!
وقال صلى الله عليه وسلم:" ما من قوم يُعمل فيهم بالمعاصي، ثم يقدرون على أن يُغيروا ثم لا يُغيروا إلا يوشك أن يعمهم الله منه بعقاب ".
ومن حيث الأدلة التاريخية لا يخفاكم خروج الحسين على يزيد، وخروج أهل المدينة على يزيد حيث قد خلعوا أنفسهم من بيعته بقيادة عبد الله بن حنظلة، ومطيع العدوي وكان معهم جل أهل المدينة وعلمائها، وكذلك خروج عبد الرحمن بن الأشعث على الأمويين وكان معه كثير من العلماء والفقهاء منهم سعيد بن الجبير، وعامر الشعبي، وكذلك خروج محمد بن عبد الله الملقب بالنفس الزكية على دولة العباسيين .. وخروج العباسيين على الأمويين وقيام دولتهم على أنقاض دولة الأمويين .. وغيرها كثير من الحركات حصلت عبر التاريخ الإسلامي تجعلنا نستأنس بها في شرعية ما أشرنا إليه، والله تعالى أعلم.