حكم الكافر الأصلي الذي يشتم الرسول صلى الله عليه وسلم



س786: عرفنا ـ والحمد لله ـ حكم المسلم إذا شتم الرسول صلى الله عليه وسلم ... ولكن لو شتم كافر أصلي الرسول صلى الله عليه وسلم فماذا يكون التكيف الفقهي لهذه المسألة وهي كالتالي:
          أولاً: كافر أصلي شتم الرسول صلى الله عليه وسلم  ولم يسلم وبقي على كفره فما حكمه؟
          ثانياً: كافر أصلي شتم الرسول صلى الله عليه وسلم ثم أسلم بعد ذلك فما حكمه؟

          الجواب: الحمد لله رب العالمين. الكافر الأصلي الذي يشتم النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسلم هو كافر محارب، فإن كان معاهداً أو ذمياً أو مستأمناً فهو بشتمه للنبي صلى الله عليه وسلم يفقد أمانه وعهده وذمته، ويصبح حكمه حكم الكافر المحارب، حلال الدم. 
          أما إن شتم ثم أسلم بعد ذلك .. فإن كان من ذوي الذمة والعهد فإنه يُقتل .. فإسلامه يُقبل منه ـ وقد ينفعه يوم القيامة ـ ويبقى عليه الحد الذي لا بد منه.
          قال أبو الصفراء: سألت أبا عبد الله ـ أحمد بن حنبل ـ عن رجل من أهل الذمة شتم النبي صلى الله عليه وسلم ماذا عليه؟ قال: إذا قامت عليه البينة يُقتل من شتم النبي صلى الله عليه وسلم مسلماً كان أو كافراً ا- هـ. 
          أما إن كان من ذوي الحرب ثم تاب وأسلم قبل أن يُقدر عليه .. فالراجح أن توبته تجب له ما قبلها من الذنوب والآثام، ولأن الحدود لا تُجرى على من كان هذا وصفه كما أنه لا يُحاسب على على ما كان قد اقترفه في كفره مما يستوجب الحد، لقوله تعالى:) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (المائدة:34. ولقوله تعالى:)  فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (.