شبهة الاستدلال بالنجاشي على عدم تكفير الطواغيت المبدلين لشريعة الله


س294: في نفس الموضوع بعضهم يستدل على عدم كفر المبدلين بالنجاشي وأنه كان يحكم قومه على شريعتهم ولم يكن يحكم بما أنزل الله، وذلك لأنه لم يكن يريد مخالفة قومه، ومع ذلك مات مسلماً، وصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم .. فما سبيل الرد على هؤلاء ؟!
          الجواب: الحمد لله رب العالمين. قياس طواغيت الحكم المعاصرين على النجاشي قياس باطل وفاسد، وذلك من أوجه:

منها: أن النجاشي كان كافراً .. وكان يحكم أمة نصرانية .. لم يكن يحكمهم بشرائع الإسلام فبدلها إلى شرائع الكفر ..!‍‍
          ومنها: كان النجاشي كافراً فطرأ عليه الإيمان والإسلام في أواخر حياته وملكه .. بدليل أن الصحابة لم يكن يعلمون بإسلامه لعدم انتشاره وظهوره .. ولولا أن النبي صلى الله عليه وسلم أعلمهم بإسلامه لما علموا بذلك .
          ومنها: كان النجاشي بعيداً عن تعاليم الوحي وأوامره .. بعد الحبشة عن المدينة المنورة .. لا هو يستطيع أن يصل إلى النص الشرعي، ولا ما استجد من مسائل الدين يمكن أن تصله!
          ومنها: أن الأمر بالنسبة للنجاشي .. وإلى المجموعة ممن هاجر إليه من الصحابة .. قرار التخلي عن الملك يعني القتل والموت المحقق للجميع .. لوجود الخصوم الذين كانوا يتطلعون للملك .. ويتربصون بالنجاشي الدوائر .. أي أن الملك بالنسبة للنجاشي كان مفروضاً عليه قبل أن يُسلم وبعد أن أسلم ..!
          ومنها: لا يوجد دليل صريح على أن النجاشي ـ في الفترة التي آمن فيها ـ أمره الرسول صلى الله عليه وسلم بأمر، أو بلغه أمر عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم خالفه ..!
          ومنها: أن النجاشي ـ رغم أنه كان وحيداً في أمة .. وعذر العجز أولى به ـ استطاع أن يحمي نخبة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من مطاردة كفار قريش لهم .. ومن أذى بني قومه لهم ..!!
          فهل حكام المسلمين في هذا العصر .. هم هكذا كالنجاشي .. أم أنك تراهم يتسابقون قبل أعداء الأمة الأصليين في اعتقال وتسليم خيرة شباب الأمة للسجون الأمريكية .. وغيرها من سجون الطواغيت الظالمين؟!!
          لأجل هذه الأوجه كلها نقول: لا وجه لقياس طواغيت الحكم المعاصرين المبدلين والمحاربين لشرع الله تعالى على النجاشي رحمه الله ..!
          وليس لمشايخ الإرجاء في النجاشي دليلاً يبرر لهم جدالهم العقيم عن طواغيت الحكم المبدلين، والمحاربين لشرع الله ..!!