قول للشيخ ابن العثيمين



س413: قرأت في شرح الواسطية لابن العثيمين، ص89:" إن الله له عين وله يد، لكن لا يلزم من أن تكون هذه الأشياء مماثلة للإنسان، فهناك شيء من الشبه لكنه ليس على سبيل المماثلة ".

ثم قال، ص90:" أن نفي التشبيه على الإطلاق غير صحيح .. " ا- هـ.

فما الفرق بين التمثيل والتشبيه، وهل هذه الأقوال صحيحة ؟؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. مراد الشيخ ـ رحمه الله ـ من قوله " هناك شيء من الشبه " أي نوع اشتراك في المعنى والاسم .. فالله تعالى موجود والإنسان موجود .. فهما مشتركان في هذا الاسم والمعنى أو الوصف .. وهذا لا يلزم أن يكون وجود الخالق سبحانه وتعالى كوجود المخلوق أو أن وجوده سبحانه وتعالى مماثل لوجود المخلوق .. وهكذا سائر الأسماء والصفات التي فيها نوع اشتراك بين الخالق والمخلوق .. فالله تعالى سميع عليم بصير وكذلك الإنسان سميع عليم بصير .. ولكن ليس سمع الله تعالى وعلمه وبصره كسمع الإنسان وبصره وعلمه؛ فالله تعالى:)  لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ( .. هذا النوع من الاشتراك في الاسم أو الصفة هو الذي يريده الشيخ من قوله " شيء من الشبه " .. ولو أتممت النقل عن الشيخ لوضح لك هذا المعنى، حيث قال الشيخ:" أن نفي التشبيه على الإطلاق غير صحيح؛ لأن ما من شيئين من الأعيان أو من الصفات إلا بينهما اشتراك من بعض الوجوه، والاشتراك نوع تشابه، فلو نفيت التشبيه مطلقاً لكنت نفيت كل ما يشترك فيه الخالق والمخلوق في شيء ما؛ مثلاً الوجود يشترك في أصله الخالق والمخلوق هذا نوع اشتراك ونوع تشابه، لكن فرق بين الوجودين .." ا- هـ.

ثم أن الشيخ كان كلامه في معرض إثبات أن نفي التمثيل والمماثلة أكمل وأولى من نفي التشبيه أو المشابهة .. وكانت الأمانة تقتضي من الأخ السائل أن يرسل إلينا نص كلام الشيخ بتمامه من غير بتر ولا قص ولا نقص .. لنحسن فهم مراد الشيخ .. ولولا أن الكتاب بحوزتنا .. ثم اكتفينا

بما تم نقله إلينا .. لخضنا في الشيخ بغير حق!

بعد هذا الذي تقدم أقول: المعنى الذي أراده الشيخ حق وصواب .. ولكن لو اقتصر استخدام الشيخ على عبارة " نوع مشاركة " دون أن يستخدم عبارة " نوع تشبيه أو تشابه .. أو شيء من الشبه " لكان أولى وأصوب .. وأبعد عن حصول الإشكال وسوء الفهم لدى العامة.

فإن قيل: ما الفرق بين التمثيل والتشبيه ..؟

أقول: من الناحية اللغوية يظهر لي أن التمثيل يعني المماثلة والمطابقة في الصفات من كل وجه .. بينما التشبيه لا يعني ذلك .. وإنما يعني المقاربة ولاشتراك في بعض الخصال والصفات .. على غير وجه المطابقة والمماثلة .. وإنما على وجه المشابهة، والله تعالى أعلم.

بقي أن نشير إلى أمرٍ ينبغي التفطن له وهو أن الشيخ لم يُثبت التشبيه أو المشابهة بين الخالق والمخلوق وإنما أثبت شيئاً من الشبه؛ وأراد به نوع مشاركة في الاسم أو الصفة .. مع نفي المماثلة فيما تم الاشتراك فيه .. والفرق بين الأمرين بين وواضح.