حكم من قال إن الإسلام دين إرهاب



س412: شيخنا الفاضل .. ما حكم من قال من المسلمين أن الإسلام هو دين الإرهاب، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم أكبر إرهابي عرفته البشرية، مستشهداً بالآية:) وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ( . والحديث:" نصرت بالرعب مسيرة شهر". وهو لا يقصد بهذا الكلام استنقاص الإسلام أو الرسول صلى الله عليه وسلم، وإنما أراد تصحيح المفهوم الخاطئ عند المسلمين تجاه هذه الكلمة المعبرة عن أحد أهم أصول الإسلام في الجهاد على حد تعبيره .. نرجو الإفادة وجزاكم الله خيراً ؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. لا يجوز لأحدٍ أن يصف الإسلام بأنه دين الإرهاب أو أن النبي صلى الله عليه وسلم إرهابي من غير توضيح للجانب الذي يريده من الإرهاب؛ وذلك أن مصطلح الإرهاب حمّال أوجه، وينطوي على معانٍ عدة منها المذموم ومنها الممدوح .. كما أنه يعني في أذهان الناس الذم والطعن المطلق .. وهذا يجب أن يُراعى!

وما استدل به المسؤول عنه لا يبرر له القول بان الإسلام دين الإرهاب أو أن النبي صلى الله عليه وسلم إرهابي .. فضلاً عن أن يقول أنه أكبر إرهابي عرفته البشرية!!! .. وإن كان قائلاً ولا بد فله القول بما دلت عليه نصوص الشريعة: أنه يجب إعداد القوة التي ترهب العدو وتخيفه وتمنعه من التجاسر على الاعتداء على الأمة وحرماتها .. وحقوقها .. وتلزمه على الاستسلام للحق .. ولا يتجاوز!

أما عن حكم قائل ذلك القول: فإن سلم قصده .. وعلم أنه يريد المعاني الشرعية من إطلاقه ذاك ـ كما ورد في السؤال ـ يكفي له أن يتوب وأن لا يعود إلى مثلها .. وإلى مثل هذا الاطلاق والتعبير الذي هو ألصق بجورج بوش وغيره من طواغيت الأرض .. وإن علم أنه يريد الطعن بسيد الخلق .. فحينئذٍ يكون له شأن آخر، وحكم آخر .. ومعاملة أخرى .. كمرتدٍ عن الدين!

فإن قيل: علام علقت الحكم على معرفة القصد .. والأحكام تُبنى على الظاهر ؟

أقول: تُبنى الأحكام على الظاهر عند ورود الكفر البواح .. أما عند ورود الكفر المحتمل المتشابه .. حمال الأوجه والتفاسير .. فإنه حينئذٍ إضافة لاعتبار الظاهر لا بد من مراعاة القصد ومعرفة أي الأوجه والمعاني يريد .. والله تعالى أعلم.