حكم من لا يأخذ بآحاديث الآحاد



س56: ما حكم من لا يأخذ بأحاديث الآحاد .. فإن قلت له هذا حديث صحيح متفق عليه .. قال هذا حديث آحاد أنا لا آخذ به .. وما حكم من ينكر عذاب القبر ؟!
          الجواب: الحمد لله رب العالمين . المعروف عن هؤلاء أنهم يردون حديث الآحاد في العقائد لكونها لا تفيد اليقين ـ كما زعموا ـ لكن ما دون العقائد فهم لا يردون أحاديث الآحاد ..!
          وهذا القول بدعة ضلالة .. ليس لأصحابه سلف معتبر .. وهو قول منبته جاء من جهة المعتزلة وغيرهم ممن يقدسون العقل ويقدمونه على النقل .. وهؤلاء في خطر لم يخلصوا متابعتهم للنبي -صلى الله عليه وسلم- في جميع ما جاء به من عند ربه -سبحانه وتعالى- ..!

          ولكن لا أرى كفرهم بسبب ذلك .. ولا أعرف أحداً من أهل العلم من كفرهم لذلك؛ لأن ردهم للحديث لم يكن الغرض منه قصد رد حكم وخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- .. وإنما لتأويل أرادوا منه أنه لا يفيد اليقين وغير ذلك .. لذلك فهم يردونه.
          ولو ثبت أن أحداً يرد ما هو معلوم لديه بالضرورة أنه ثابت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ـ ولو كان هذا المردود جاء الأمر به عن طريق خبر الآحاد أو التواتر ـ فإنه يكفر بذلك، لقوله تعالى:] فلا وربك لا يؤمنون حتى يُحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويُسلموا تسليماً [ .
          كذلك الذي ينكر عذاب القبر .. فإن كان ينكره لاعتبار أن الأخبار الواردة به هي آحاد وبالتالي فهي لا تفيد عنده اليقين فإنه لا يكفر، لكنه على بدعة وشر عظيم ..!
          أما إن كان ينكره ويجحده رغم صحة الأخبار عنده على عذاب القبر .. فإنه يكفر لتكذيبه ورده لما صح عنده ثبوته عن النبي -صلى الله عليه وسلم- .. والله تعالى أعلم.
          فائدة: كل رد أو إعراض لما هو من عقائد الغيب .. هو تكذيب وجحود له .. وكل ترك أو إعراض عن العمل بأحكام الشريعة الظاهرة .. يحتمل أن يكون هذا الإعراض والترك لجحود وتكذيب .. أو لكسل وانشغال عنه بالدنيا .. والقرائن هي التي تميز بين إعراض التكذيب وبين إعراض الكسل أو الناتج عن الانشغال بالدنيا أو أمور أخرى .. والله تعالى أعلم.