س61: ما حكم الشرع في القول: بأنه يجب على المسلمين التقرب
بالاجتماع والتعاون مع الشيعة ضد اليهود والأمريكان .. ؟
الجواب: توحيد الصف والكلمة في وجه
أعداء الأمة هو مطلب شرعي وعقلي .. طالما تمنينا تحقيقه على أرض الواقع المشاهد ..
ولكن ما من غاية إلا ولها وسائلها الصحيحة المعتبرة التي تؤدي إليها .. وأي تجاهل
لهذه الوسائل مؤداه ضياع الغاية والجهود المبذولة لتحقيق هذه الغاية دون أدنى طائل
أو فائدة .. وبسط هذه الوسائل والأسس التي تعين على وحدة المسلمين له موضع آخر من
أبحاثنا .. منها بحث " تنبيه الدعاة المعاصرين إلى الأسس والمبادئ التي تعين
على وحدة المسلمين " أنظره إن شئت .
أما الوحدة مع الشيعة الروافض .. فهو
شعار قديم حديث لم يتحقق ولا يمكن أن يتحقق ولن يتحقق، وذلك
لأسباب عدة، أهمها:
1- كان الشيعة الروافض ولا يزالون
ينثرون الأشواك، ويحفرون الخنادق الواسعة والملغومة في طريق هذا الهدف؛ من هذه
الأشواك التي ينثرونها: عقيدتهم الفاسدة في القرآن الكريم وقولهم عنه بأنه محرف ..
إضافة إلى تأويلاتهم الباطلة لكثير من آياته بحيث لا يجوز القول فيها إلا أنه
تحريف للنصوص عن دلالاتها ومعانيها اللغوية والشرعية .. أشد من تحريف أحرف الكلمات
عن مواضعها!!
ومنها: طعنهم وردهم للسنة الصحيحة
كصحيحي البخاري ومسلم وغيرهما من كتب السنن المعتمدة .. وتقديم أشعار وسواليف
مشايخهم وأئمتهم عليها ..!
ومنها: تكفيرهم لكبار الصحابة وجمهورهم
.. وكبار التابعين، وتابعي التابعين من علماء الأمة ..!
ومنها: طعنهم وسبهم وتكفيرهم لأزواج النبي
-صلى الله عليه وسلم-، وبخاصة منهن أحب الناس إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- زوجه
ـ في الدنيا والآخرة ـ عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها ..!!
ومنها: عقائدهم الكفرية والشركية في
أئمتهم ورفعهم لهم إلى درجة تعلو درجة الأنبياء والرسل .. بل إلى درجة ترقى إلى
درجة الربوبية والإلهية .. والذي لا يتابعهم على عقائدهم الشركية هذه فهو كافر
عندهم !!
فهذه الأمور وغيرها هي عقبة كؤود أمام
أي وحدة مع هؤلاء القوم .. حيث لا يمكن اللقاء معهم في شيء إلا بعد أن يعلنوا
براءتهم وتوبتهم ظاهراً وباطناً من جميع ما تقدم ذكره، ويدخلوا في سلم الإسلام من
جديد ..!
2- كان الشيعة الروافض ولا يزالون يقفون
بكل طاقاتهم مع أعداء الأمة الأصليين على أبناء الأمة .. ابتداء من ابن العلقمي
الشيعي الرافضي الذي تآمر مع عسكر التتار ضد الدولة العباسية .. وانتهاءً بمواقفهم
الحالية من جميع الحركات الجهادية الإسلامية في العالم ..!
فتأمل موقفهم من الشعب المسلم في
أفغانستان .. ثم تأمل موقفهم من قضية الشعب المسلم في الشيشان .. وكيف أنهم ينسقون
ويتحالفون مع أعدائهم الملحدين الصليبيين الروس ضدهم .. وغيرهم من الشعوب والحركات
.. ستجد أن موقفهم في قمة العداء والتآمر على هذه الشعوب المستضعفة .. وسبب ذلك
كله يعود إلى أن هذه الشعوب لا تنتمي إلى مذهبهم الشركي الباطل!
كذلك تأمل موقفهم من الحركة الإسلامية
الجهادية في سورية .. وكيف أنهم آثروا أن يقفوا في صف النظام النصيري البعثي
الحاكم في سورية ضد أبناء المسلمين .. لا ذنب لهم سوى أنهم لا ينتمون لدينهم
الشيعي الباطل ..!
بخلاف موقفهم من حزب الله الشيعي في
لبنان المدلل والذي يُدعم على جميع المستويات المادية منها والدبلوماسية .. حيث
يغدقون عليه بالمليارات من الدولارات .. وسبب ذلك كله يعود إلى انتماء هذا الحزب إلى
دينهم الشركي الباطل .. إضافة لكونه يحقق لهم مكسباً إعلامياً ودعائياً لمذهبهم
الشيعي الشركي في المنطقة لا يمكن أن يحققوه عن طريق الغزوات والحروب ..!
3- فهم من أعرق الناس تصديقاً للكذب
وتكذيباً للصدق .. وبخاصة إن كان هذا التكذيب والتصديق سيصب في خانة العداء والأذى
لأهل الإسلام ..!
4- تربية أبنائهم على الحقد الدفين على
الصحابة وعلى أبناء المسلمين السنة .. إلى درجة توصلهم أن يقدموا قتل المسلم السني على قتل وجهاد اليهود
وغيرهم من أعداء الأمة الأصليين ..!
وباختصار شديد فإن دينهم يقوم على
عنصرين: الكذب والتكذيب .. والحقد الدفين الخطير على
أبناء المسلمين !!
فلهذه الأسباب وغيرها نقول: لا يمكن
اللقاء أو الاجتماع مع هؤلاء القوم ما داموا على وصفهم الآنف الذكر .. وقد حاول
بعض المخلصين المغفلين أن يسلكوا هذا الطريق ـ طريق التوحد مع هؤلاء الناس ـ
فوجدوا أنفسهم أمام سدود منيعة ومغلقة تحيل بينهم وبين غاية التوحد والاجتماع التي
نشدوها .. وسبب ذلك كله يعود ـ كما أسلفنا من قبل ـ إلى تجاهلهم لسنن التوحد
والاجتماع التي لا بد من مراعاتها عند الشروع في أي عمل توحيدي بين أي طرفين..!!