قتل السائحين الأجانب



س1019: شيخنا قد كثر الكلام حول شرعية العمل الذي قام به بعض الأخوة في مصر مؤخراً والذي أدى إلى استشهادهم وقتل بعض السائحين الأجانب .. فما حكم هذا العمل .. وما حكم من قام به، وجزاكم الله خيراً؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. لا نرى جواز ولا شرعية هذا العمل؛ للأسباب التالية:
1- قد أفدت أكثر من مرة، وفي أكثر من موضع أن السائح والزائر ـ الذي يأتي لمجرد السياحة والزيارة ونحو ذلك .. ليس له غرض المحاربين المقاتلين من وراء سياحته وزيارته ـ في عهد وأمانٍ مع المجتمع الذي يقوم بزيارته .. وبالتالي لا يجوز ترويعه ولا الاعتداء عليه في شيء، والمسألة قد بحثتها بشيء من التفصيل في كتابي " حكم استحلال أموال المشركين لمن دخل أمانهم وعهدهم من المسلمين "، فراجعه إن شئت. 
2- لتضرر وترويع عدد من المسلمين من هذا العمل؛ حيث منهم من قتل ومنهم من جرح .. وهذا لا يجوز قولاً واحداً ..!
 فإن قيل: هذا من التترس .. أين ذهبت بأحكام التترس؟!
أقول: مسألة التترس في واد .. وهذا الذي حصل وتم السؤال عنه في وادٍ آخر!
3- لانتفاء المصلحة الشرعية من وارء مثل هذه الأعمال .. وحصول المفاسد العديدة، والتي منها تعاطف المجتمع الدولي مع النظام الطاغي الهالك الحاكم في مصر ..!
ومن المفاسد كذلك: أن هذه الأعمال وإقرارها وإصباغ الشرعية عليها .. تبرر لأهل الغرب في بلادهم بأن يعتدوا على المسلمين الذين لهم صفة السائح والزائر، وغيرهم من ذوي الحاجات ممن لهم عهد وأمان مع القوم .. وهؤلاء عددهم بالملايين .. من قبيل المعاملة بالمثل!
4- إن صدقت الأخبار ـ وما تناقلته وكالات الإعلام ـ بأن هؤلاء الذين قاموا بهذا العمل قد قتلوا أنفسهم بأنفسهم .. وأن منهم من ألقى بنفسه من على الجسر .. فهذا مزلق آخر .. يُضاف إلى جملة المزالق الآنفة الذكر .. التي حملتنا على القول بحرمة هذا العمل!
          5- ويُقال كذلك ليس بمثل هذا العمل المتشابه المريب يُبدأ الجهاد في قطر سبق أن حصلت فيه أعمال نُسبت إلى الجهاد والمجاهدين .. كانت مثار جدلٍ، وأخذٍ ورد عند الإسلاميين أنفسهم قبل غيرهم .. حيث قد تركت آثاراً سلبية على العمل الإسلامي بعامة، والجهادي منه بخاصة .. وكان المرجو من الأخوة في مصر أن يستفيدوا من أخطاء تلك التجربة والحقبة!
أما حكم من قام بهذا العمل عند الله تعالى يوم القيامة .. فلا نخوض في ذلك .. ونرجئ أمرهم إلى الله .. وندعو الله تعالى لهم بأن يعفو عنهم ويغفر لهم، والله تعالى أعلم.