العمل مع شركات دول محاربة



س867: هل يجوز ـ لشركة مقاولات ـ إجراء العقود التجارية مع منظمات إنسانية تابعة للأمم المتحدة أو مع شركات أمريكية موجودة في بلادنا في العراق .. فهم أحياناً يطلبون منا أن ننجز لهم مولدات كهربائية، أو صوبات حرارية، أو تجهيزات لمراكز صحية، أو بناء مراكز صحية، أو حفر آبار وغير ذلك .. وأحياناً يطلبون منا تأسيس الأثاث لدوائر ووزارات حكومية؛ وهذه الدوائر منها ما يكون حربياً ومنها ما تكون مهامها مدنية .. فهل يجوز ذلك، وجزاك الله خيراً؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. اعلم يا أخي أنني لست مقاولاً .. وأنني أفتي على قدر ما أسمع وما يُرفع إلي؛ والذي يمكنني قوله هنا بشكل عام .. وقوله حول كل مسألة مشابهة لما سألت عنه: أيما عملٍ فيه عون للمعتدين على عدوانهم، وللظالمين على ظلمهم وبغيهم .. فهو لا يجوز؛ لأنه من التعاون على الإثم والعدوان، وأيما عملٍ ليس فيه عون للمعتدين الظالمين على ظلمهم وعدوانهم .. وإنما فيه تعاون على البر والتقوى، والعمل الصالح .. وخيره يرتد على البلاد والعباد وعامة الناس المظلومين، فهو جائز ومباح، لقوله تعالى:) وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (.
هذه قاعدة .. وقاعدة ثانية تعينك على التمييز بين العمل الصالح من العمل الطالح .. وما يجوز لك فعله مما لا يجوز فعله مما أشكل عليك حكمه .. هو أن تستفتي نفسك وقلبك؛ وتنظر هل أنت مرتاب من شرعية هذا العمل أم لا .. فإن كنت مرتاباً منه .. قد حاك في صدرك شيء من الحرج .. فدعه وابتعد عنه .. فهو حينئذٍ الأقرب للتقوى .. أما إن اطمأنت نفسك إلى مشروعية العمل .. ولم تجد في نفسك حرجاً من القيام به .. فتوكل على الله .. كما في الحديث فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" دع ما يَريبك إلى ما لا يَريبُك ".
وقال صلى الله عليه وسلم:" استفتِ قلبك، البِرُّ ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه قلبك، والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناسُ وأفتوك " وفي رواية "وإن أفتاك المفتون".
وسأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم: ما الإثم؟ قال صلى الله عليه وسلم:" إذا حاك في نفسك شيء فدعه "، والله تعالى أعلم.
بهذا أجيب عن سؤالك، وعلى كل من سأل نحو سؤالك ..!