س1147: نحن إخوانك في منظمة الشباب الإسلامي في النمسا نسعى
للدعوة إلى الله عز وجل في صفوف المسلمين في هذه البلاد وقد اقترب موعد الانتخابات
البرلمانية وقد وضعت معظم الأحزاب بعض الأسماء ممن يتسمون بأسماء المسلمين في
قوائمها لضمان أصوات المسلمين فما هو الحكم الشرعي في مشاركة المسلمين في هذه
البلاد، وما هو حكم من يرشح نفسه من المسلمين .. وجزاكم الله خيراً؟؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين. هذا سؤال قد أجبت عنه أكثر من
مرة وفي أكثر من موضع، فما يُقال في العمل البرلماني النيابي التشريعي في أي دولة
من الدول يُقال ويُحمل على النمسا وغيرها من الدول ذات النظام البرلماني النيابي
التشريعي من دون استثناء .. وأعيد هنا فأقول: العمل النيابي التشريعي يختلف عن
العمل في المجالات التنفيذية الخدمية كمجالس البلديات ونحوها .. فالقول في العمل
النيابي البرلماني التشريعي واحد لا يتغير ولا يتبدل وهو الحرمة؛ وذلك أن العمل
النيابي التشريعي يعني ـ وبكل وضوح ـ ممارسة ومباركة الشرك .. والإقرار والاعتراف
بألوهية وربوبية المخلوق على العباد .. وأن خاصية التشريع والتحليل والتحريم،
والتحسين والتقبيح من خصوصيات العبد المخلوق من دون الله عز وجل .. وهذا كفر وشرك
بالله عز وجل .. لا يجوز للمسلم أن يُقدِم عليه تصويتاً ولا ترشيحاً .. كما قال
تعالى:) وَلَا
يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً (الكهف:26. وقال تعالى:) إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ
إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ
(يوسف:40. وقال تعالى:) أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (الأعراف:54. فالذي له الخلق هو الذي له الأمر. وقال
تعالى:) قُلْ
أَرَأَيْتُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَاماً
وَحَلاَلاً قُلْ آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّهِ تَفْتَرُونَ (يونس:59. وقال تعالى:) اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ
أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ (التوبة:31. وذلك عندما أطاعوا الأحبار والرهبان في تحليل
ما حرم الله، وتحريم ما أحل الله .. وأقروا لهم بخاصية التشريع من دون الله عز وجل
.. وهذا الذي يفعله أحبار ورهبان المجالس النيابية التشريعة .. وبالتالي من يقر
لهم بهذا الحق؛ حق التشريع، والتحليل والتحريم من عند أنفسهم من دون الله فقد أقر
لهم بالربوبية من دون الله عز وجل.
ونقول كذلك: كيف يمكن للمسلمين سواء كانوا في النمسا أو
غيرها من الدول الأوربية أن يكونوا دعاة إلى الله تعالى وإلى عقيدة التوحيد .. وأن
يُحييوا العمل بقوله تعالى:) قُلْ يَا
أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ
أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ
بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ
اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (آل عمران:64. ثم هم أنفسم ـ وفي نفس الوقت ـ يمارسون
الشرك والربوبية على الناس من خلال مشاركتهم ـ تصويتاً وترشيحاً ـ في العملية النيابية
التشريعية؟!
سيقولون: مصالح .. نسعى لتحصيلها ...؟!
نقول لهم: مصلحة التوحيد .. مصلحة سلامة العقيدة والدين
في نفوس الناس .. هي الأولى وهي المقدمة، وهي التي ينبغي أن نحرص عليها وألاَّ
نقدم عليها مصلحة أخرى .. بهذا أجيب عن سؤالكم، وعن كل من يسأل نحو سؤالكم.