س871: حول حديث "إن تُهلك هذه العصابة فلن تُعبد.." فمن
المعلوم أن محمداً صلى الله عليه وسلم ما كان يعلم الغيب ..هذا لا شك فيه.. لكن
كيف قال: "فلن تُعبد" .. مع العلم أن هناك مسلمين ومسلمات في المدينة
ومكة والحبشة .. فسر لنا الحديث، وجزاكم الله خيراً؟
الجواب:
الحمد لله رب العالمين. كون النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب هذا لا يعني
أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يُخبر عن أشياء مستقبلية يعلمها عن طريق
الوحي .. فالأحاديث التي تتكلم عن علامات الساعة .. وعن الملاحم .. وعن الفتن ..
هي كثيرة جداً .. وكلها يخبر فيها النبي صلى الله عليه وسلم عن أمور تحصل في
المستقبل القادم، والشاهد كون النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب هذا لا يمنع
من أن يُخبر عن أشياء مستقبلية غيبية علم بها عن طريق الوحي.
فإن عُلم ذلك يكون تأويل الحديث: أن
الله تعالى أعلم نبيه عن طريق الوحي أن هذه العصابة المؤمنة التي كانت تقاتل في
"بدر"، إن هلكت فلن تقوم لدولة الإسلام قائمة، ولن تتحقق العبادة
الشاملة لجميع جوانب الحياة التي بُعث بها النبي صلى الله عليه وسلم .. وأن هذه
الدعوة ـ وإن وجدت بقية تعبد الله في المدينة ـ فلن يُكتب لها النصر على المدى
البعيد، وعلى مستوى القرون القادمة .. ومن حيث امتدادها في الأمصار، والله تعالى
أعلم.