س1163: لقد اقترب موعد ما يسمى بـ
(تجديد البيعة لرئيس الجمهورية العربية السورية) حيث موعده صيف هذا العام 2007
والذي يتم فيه سؤال المواطن السوري فيما إذا كان يرغب ببقاء الرئيس الحالي في
منصبه لسبع سنوات أخرى أم لا.
والسؤال:
أيهما أفضل للمسلم
في سورية : ترك المشاركة في هذا الاستفتاء, أم المشاركة فيه بالرفض؟ أرجو
الإجابة بوضوح جزاك الله خيراً.
الجواب: الحمد لله رب
العالمين. المشاركة بالرفض لا تغير من النتيجة شيء؛ حتى لو أن الشعب السوري كله
قال: كلا؛ فالنتيجة معلومة ومعدة مسبقاً؛ والتي ستكون كالعادة بنسبة 99% موافق على
تجديد الولاية .. كما كان يحصل مع أبيه من قبل!
ويُقال
كذلك: هل يستطيع الناس أن يقولوا: كلا للطاغية .. لا لتجديد الحكم والولاية للحاكم
المتسلط .. ومن دون أن يتخطفوا .. أو يُسجنوا .. وبخاصة أن صيغة الاستفتاء تكون
بصورة سؤال يوجهه المخابرات المشرفون على عملية الاقتراع للمواطن: ماذا تريد ..
نعم أم كلا؟!
فماذا
ترون هذا المواطن المستضعف ـ الذي يعيش القمع والإرهاب والخوف والفقر بكل أصنافه
منذ أكثر من خمسة وثلاثين عاماً ـ سيقول أو سيفعل ..؟!
كان
لصاحب هذه الكلمات تجربة مع الطاغية الهالك والد الرئيس الحالي ـ وكان ذلك على ما
أظن سنة 1979م ـ فلما قلت لمن سألني ماذا تريد: كلا أم نعم .. وهكذا على مسمع
ومرأى جميع من كان في قاعة الاقتراع .. وكانوا يفعلون ذلك مع كل من جاء للتصويت ..
قلت له: أريد كلا ...!
قالوا
لي مندهشين ومستغربين: أتدري ما تقول .. وكأنهم كانوا يريدون أن يتثبتوا من صحة
عقلي .. هل في عقلي خلل أم أنني أعي ما أقول؟!
قلت
لهم: نعم أريد كلا .. وأنا أعي ما أقول!
فحصل
يومئذٍ من الصخب والاضطراب ما يطول شرحه .. ولولا أن الله سلَّم لكان صاحب هذا
الكلمات في عالم الأموات .. حتى أشيع عني في المحافظة التي أنتمي إليها أن مجنوناً
قال لسيادة القائد:" كلا " .. لأتحول إلى حديث الساعة عند الناس!
هكذا
كانت الانتخابات .. وهكذا ستكون .. وتكون نتائجها .. لم يتغير شيء .. لذا الصواب
الذي أعتقده موافقاً للنقل والعقل أن يتم اعتزال هذه المسرحيات والمهازل
الانتخابية المزعومة التي يُستخف بها بعقول وإرادة الشعوب!