س841:
هل يُعذر العالم أو الداعية ممن يعيشون في ظل أنظمة الطواغيت لو وقع في الكفر تحت
ظروف الإكراه .. لعدم وجود الأرض التي يُهاجر إليها .. ثم هل توجد أرض مهجر شرعية
في وقتنا الراهن .. وجزاكم الله خيراً؟
الجواب:
الحمد لله رب العالمين. الإكراه المعتبر ـ إذا توفرت ضوابطه وشروطه ـ مانع من
موانع التكفير، يقيل عثرة صاحبه ـ وإن كان عالماً أو داعية ـ ما كان قلبه مطمئناً
بالإيمان، لقوله تعالى:) مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ
إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْأِيمَانِ (. والأخذ بالعزيمة أولى .. وبخاصة العلماء والدعاة.
أما عن الأرض الشرعية؛ لا يُشترط للهجرة
أن تكون الأرض المهاجر إليها أرضاً إسلامية؛ فالهجرة شُرعت لغرضين: سلامة العبادة
والدين .. وطلب الأمن على النفس .. فأيما أرض ـ سواء كانت إسلامية أم غير إسلامية
ـ يتحقق فيها ذلك على الوجه الأفضل والأكمل .. فهي الأرض الشرعية التي يتعين على
المسلم الهجرة إليها، لقوله تعالى:) يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي
وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ (. وقد صح أن الصحابة قد هاجروا إلى الحبشة ولم تكن يومئذٍ أرضاً
إسلامية .. وذلك لما وجدوا فيها تحقق الغرضين الآنفي الذكر .. قياساً لما كانوا
يُعانونه في مكة على أيدي كفرة قريش، والله تعالى أعلم.