س847:
ما هو الحكم الشرعي في أن تلقي فتاة كلمة أمام جمع من الرجال إذا كانت ساترة
لبدنها .. وجزاكم الله خيراً؟
الجواب:
الحمد لله رب العالمين. لا يمكن القول بالتحريم على الإطلاق، كما لا يمكن القول
بالجواز والإباحة على الإطلاق؛ فالمسألة مرتبطة بمدى الضرورة والحاجة لمثل هذا
الخطاب التي توجهه تلك المرأة أو الفتاة للرجال، ومرتبطة كذلك بنوعية الخطاب
ومادته ومدى حاجة الرجال إليه، ومرتبطة بشخصية الفتاة أو المرأة ذاتها؛ هل هي من
اللاتي يخضعن بالقول .. والحركات أم لا .. حيث قد ثبت في عهد النبي صلى الله عليه
وسلم من النساء من كن يأمرن بالمعروف وينهين عن المنكر، ويسألن عن شؤون دينهن،
ويتوجهن بذلك إلى الرجال، كما في الأثر الصحيح عن يحيى بن أبي سُليم قال: رأيت
سمراء بنت نَهيك ـ وكانت قد أدركت النبي صلى الله عليه وسلم ـ عليها درعٌ غليظ،
وخمارٌ غليظ، بيدها سوط؛ تؤدب الناس، وتأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر "[ قال
الشيخ ناصر في كتابه جلباب المرأة المسلمة: سنده جيد ].
خلاصة القول: كلما كان حديث
المرأة وخطابها للرجال أقرب للفتنة .. والخضوع في القول .. لا نفع منه ولا فائدة
.. كلما كان أقرب للحرمة والحظر، وكلما
كان بعيداً عن الفتنة والخضوع في القول .. وظهرت الحاجة إليه .. وظهر نفعه وخيره
على شره .. كلما كان أقرب للإباحة والجواز، والله تعالى أعلم.