إذا لم يجد المسلم من يُفتيه بالدليل من الكتاب والسنة هل يجوز له أن يأخذ بأي قول من أقوال أهل العلم من دون أن يعلم مدى صحة هذا القول ورجاحته ..؟!



          س800: إذا لم يجد المسلمُ الحكمَ الشرعي الصحيح الصريح في مسألة ما يحتاجها، فما الذي يجب عليه .. هل يجوز له العمل بأي قول بغض النظر عن صحته؟
          الجواب: الحمد لله رب العالمين. السؤال فيه إشكال إذ لا يجوز افتراض عدم وجود الحكم الشرعي الصحيح الذي يحتاجه الناس في شؤون دينهم ودنياهم، فالدين قد اكتمل وفيه تبيان لكل شيء كما قال تعالى:)  وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (.
          وفي الحديث فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" ما تركت شيئاً يقربكم إلى الله إلا وقد أمرتكم به، وما تركت شيئاً يبعدكم عن الله ويقربكم إلى النار إلا وقد نهيتكم عنه ".
          فإن عُلم ذلك أقول: لعلك تريد أن تقول: إذا لم يجد المسلم من يُفتيه بالدليل من الكتاب والسنة هل يجوز له أن يأخذ بأي قول من أقوال أهل العلم من دون أن يعلم مدى صحة هذا القول ورجاحته ..؟!
          فإن كان هذا هو مرادك أقول: إن لم يجد من يفتيه على مسألته بالدليل من الكتاب والسنة، يجب عليه أن يسأل ويتحرى عن أعلم وأتقى أهل بلدته أو قريته التي يسكن فيها ثم يتوجه إليه بالسؤال .. ويعمل بما يُفتيه به، ولا مانع من أن يستوثق لنفسه ودينه أن يسأله إن رابه الجواب: هل ما أفتى به هو الحق الذي يرضي الله ورسوله .. فإن قال له نعم التزمه .. وإن قال له لا .. أو لا أعلم .. اعتزله وتعين عليه البحث عن غيره، والله تعالى أعلم.