س815: الشيخ الفاضل أبو
بصير حفظه الله .. نحن من فلسطين الداخل .. سؤالنا حول المشاركة في انتخابات
البلدية.
معطيات السؤال: البلدية
حكم لا مركزي يدير البلد ومرافقها .. البلدية وشؤونها تابعة لوزارة الداخلية
العبرية إلا أنه يعطي رئيس البلدية صلاحيات واسعة مثل تعيين الموظفين في مرافق
متعددة، ومنها المدارس الثانوية؛ فعلى سبيل المثال فإن مدينة الناصرة يديرها اليوم
نصراني من قبل الحزب الشيوعي، وهم يتحكمون بمرافق البلد، وبالتالي فهو يتحكم بهوية
وعقيدة وانتماء من يريد توظيفه ممن لا يريد، فتراه مثلاً يوظف شيوعياً كمدير على
المدرسة الثانوية ليبث سمومه وأفكاره بين الطلاب المسلمين .. وغير ذلك من النشاطات
والأعمال الفاسدة والمضرة .. وهذا ما كان ليكون لو كان رأيس البلدية مسلماً،
والموظفون فيها مسلمين.
في مجمل الأمر دخول
المسلمين إلى البلدية يحقق منافعاً دون أدنى شك ولكن بتعلمنا العلم الشرعي وخاصة
من موقعكم المبارك رسخنا أفكارنا ومناهجنا على مقاطعة الطاغوت ومؤسساته وهذا ما
صدعنا به .. والسؤال: فهل ما تقدم من معطيات يسوّغ الدخول إلى البلدية خاصة في
مدينة الناصرة حيث يساعد فوز المرشح القريب من المسلمين على انهيار الحزب الشيوعي
في المدينة على ما فيه من ايجابيات كثيرة لصالح المسلمين دون أن ننسى أن السلطة
الفعلية الأولى هي للمؤسسة الحاكمة العبرية .. وموقفنا اليوم أن طريق الدعوة
والدين لا يمر عبر باب البلدية ولا باب الكنيست ( التي قطعنا بحرمتها وصدعنا بوجوب
اجتناب الطاغوت الذي يتمثل اليوم في البرلمان التشريعي _ الكنيست ) أما موضوع
البلدية والدخول في إدارتها امتنعنا حتى نأخذ الجواب الكامل والشامل المرفق
بالأدلة الشرعية، فإن كان الأمر قطعاً حراماً قطعنا به وإن كان الأمر يتعلق بفقه
الموازنات قدرنا الأمر قدره، وجزاكم الله عنا كل خير؟
الجواب:
الحمد لله رب العالمين. من خلال ما تقدم من معطيات في سؤالكم يرجح لي أن المسألة
تخضع لفقه الموازنات بين المصالح والمفاسد؛ فيقدم أقل الأمرين ضرراً لدفع أشدهما،
وأكثر الأمرين نفعاً لدفع أقلهما، وبخاصة أن عمل البلدية ـ كما هو معلوم ـ مقصور
على الأمور الإدارية التنظيمية لشؤون الناس لا غير، وعليه لا أرى مانعاً ولا حرجاً
شرعياً يمنع المسلمين من الدخول إلى هذه البلديات أو التصويت لصالح العناصر
الإسلامية الأخلاقية الجادة لكي تتمكن من الوصول إلى تلك البلديات .. من قبيل استغلالها
فيما ينفع الناس وتخفيف نسبة الضرر عن المسلمين .. مع التنبيه أن لا يكون هذا
العمل منهجاً بالنسبة لكم .. أو أن يكون أول اهتماماتكم وآخرها .. تلتمسون منه
النصر والتغيير .. وأنتم جزاكم الله خيراً قد أشرتم لذلك في سؤالكم .. وفقكم الله
لكل خير .. ونصركم على أعدائكم الصهاينة المعتدين.