صدام حسين رحمه الله



س806: كثر حديث الناس ـ بخاصة في أندية الحوارات على الإنترنت ـ بعد سقوط بغداد عن صدام حسين؛ إذ أن فريقاً منهم يكفرونه، ولا يرون له توبة، وفريقاً لا يرون كفره خصوصاً بعد مطاردته من قبل أمريكا .. ونشر بعض الدراسات عنه من قبل موقع " مفكرة الإسلام " تتكلم عن إسلامه، وحرصه في أواخر حكمه على أسلمة العراق .. لذا نرجو التوضيح من طرفكم، وجزاكم الله خيراً؟

          الجواب: الحمد لله رب العالمين. لا شك بكفر حزب البعث العربي الاشتراكي، وكفر كل من يعتقد به، أو يدعو إليه، أو يحكم به .. وفي كفر صدام حسين بعد أن آل إلى الذي آل إليه .. وهل تقبل له توبة؟
          أقول: التوبة مفتوحة له ولغيره، لا يجوز أن تُمنع عنه، كما أنها لا تُغلق إلا بالغرغرة والمعاينة .. وفي كفره وعدمه وأنه لا يزال إلى الساعة كافراً .. أرى من السلامة ـ لخفاء حقيقة أمر الرجل علينا في هذه الظروف بعد ذهاب ملكه وحكمه والأضواء عنه والمصفقين من حوله ـ الإمساك عن الخوض في ذلك وإرجاء أمره إلى الله تعالى لاحتمال توبته .. وندمه .. وصدق بعض التقارير التي أعدها بعض الإخوان عنه في أواخر عهده بالحكم، هذا إذا أخذنا بعين الاعتبار كذلك الطابع الديني الإيماني لكثير من بياناته الأخيرة التي تتناقض مع توجهات البعث ومبادئه .. وكذلك غضب دول الكفر عليه وعدم رضاهم عنه ومحاربتهم له .. ومحاربته لهم .. فهذا معتبر كذلك .. هذا الذي أراه وأنصح به في هذه المرحلة مالم يظهر لنا خلاف ذلك، فحينئذٍ يتغير الموقف والحكم بحسب ما يظهر لنا، والله تعالى أعلم. 
          هذا مع التنبيه أن توبته إن صدقت فإنها تجب ما بينه وبين ربه .. أما ما بينه وبين العباد من مظالم وحقوق فإنه لا بد من القود والقصاص إن لم يكن في الدنيا ففي الآخرة.
          ثم ليس من الفقه والمروءة ـ في هذه الظروف ـ أن نعمل فقهاء ومفتين عند بوش، والغزاة الأمريكان .. فنعطيهم الفتاوى التي ترضيهم، وتبرر إجرامهم وغزوهم للعراق، وأهل العراق ..!
          وإن كنت أعجب فإني أعجب من أناس كانوا ـ يوم أن كان صدام يحكم العراق بالبعث ـ يمسكون عن تكفيره، ويجادلوننا ـ رهبة ورغبة ـ حول كفره، على اعتبار أن كفره كفر دون كفر .. كما قال ابن عباس ـ زعموا ـ شأنه شأن بقية حكام العرب .. ولما آلت الظروف بصدام إلى ما آلت إليه .. وأصبح في موقع وخندق المعارضين المقاتلين للغزاة الأمريكان .. فإذا هم بكل جرءة ورجولة يكفرونه .. وينشرون بين الناس القول بكفره .. ويكثرون من الدندنة والشغب حول ذلك .. ويشككون بدين من لا يكفره .. وكأنه لم يبق من طواغيت العرب من يستحق التكفير غيره!