ما كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم على وجه العادة



س434: ما حكم بعض الأمور التي كان يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم مثل فتح بعض الأزرار عن صدره، وإطالة شعره على الكتفين أو الأذنين .. هل الاقتداء به صلى الله عليه وسلم في هذه الأمور من السنة أم لا .. وهل ورد عن السلف في ذلك شيء أم لا ؟

الجـواب: الحمد لله رب العالمين. بعض أهل العلم قسموا السنة إلى سنة عبادة، وهو كل ما يُتقرب ويُتعبد به لله عز وجل من أمر أو نهي أو واجب، أو مستحب، أو مكروه .. وسنة عادة؛ وهي مالا يدخل في معنى العبادة والتقرب به إلى الله تعالى؛ كفتحه صلى الله عليه وسلم الأزرار عن صدره لوجود الجو الحار ونحوه .. وكتبرزه .. وتبوله في موضع معين، وكذلك جلوسه .. أو نومه في مكان معين .. ونحوها من الأعمال .. فهذه الأعمال الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يُراد بها التعبد .. وهي من العادة التي لا يؤجر فاعلها ولا يؤثم تاركها .. ومع ذلك كان من السلف كابن عمر وغيره من يتتبع آثار النبي في ذلك .. التماساً للبركة، ولشدة اقتدائهم بالنبي صلى الله عليه وسلم في كل ما يصدر عنه من عبادة .. أو عادة، والله تعالى أعلم.
أما عن إرخاء الشعر إلى الأذنين أو الكتفين .. لمن رزقه الله تعالى الشعر الجميل .. فالراجح عندي أنه من السنة التي يُثاب صاحبها، ويتقرب بها إلى الله إن فعلت على وجه الاقتداء .. لوصفه صلى الله عليه وسلم الخوارج المارقين بأن " سيماهم التحليق " أي من صفاتهم أنهم يحلقون رؤوسهم على وجه المداومة والمحافظة .. فهي علامة يُعرفون بها .. مما دل أن مخالفتهم بإرخاء الشعر هو أمر محمود ومشروع .. والله تعالى أعلم.