هل الإسلام يسقط حقوق العباد ؟


          س24: السؤال هو أني أعاني من مشكلة تنغص علي عيشتي ألا وهي كثرة الديون التي عليّ أن أدفعها لناس كثيرين كنت قد أخذتها بطرق غير شرعية في أيام جاهليتي وكفري إذ كنت تاركاً للصلاة، وقد تعذر أن أرد المال لأصحابه نظراً للحرج والمشاكل، والجهل بهم، وبعد المسافة .. فهل إسلام المرء يُسقط عنه كل الذنوب ـ حتى الدَين ـ أم أني كنت مسلماً .. أم ماذا أفعل.. أجيبوني رحمني الله وإياكم ؟

          الجواب: الحمد لله رب العالمين. اعلم أن ترك الصلاة نوعان: تركي كلي .. فهذا كفر، وصاحبه يكفر على القول الراجح . وترك جزئي بحيث أن المرء يصلي أحياناً ويترك أحياناً .. لكن صلاته أكثر من تركه .. وعنده من النوافل ما يجزئ ما تركه من الفرائض .. فهذا الراجح فيه أنه لا يكفر، ويبقى في دائرة الإسلام يجرى عليه اسمه وحكمه .. فأنت أدرى بنفسك .. ومن أي الفريقين كنت .. والحمد لله على نعمة الهداية .. وأن هداكم الله تعالى للتوبة قبل فوات الأوان، وحصول الندم .. ولات حين مندم .
          أما فيما يتعلق بالتوبة من الكفر أو الردة .. فإن التوبة تجب ما قبلها فيما يتعلق بحقوق الله تعالى .. أما فيما يتعلق بحقوق العباد ـ وبخاصة الدَين ـ فلا بد من السداد أو القصاص إن لم يكن في الدنيا ففي الآخرة، حيث تؤخذ هناك الحقوق من المحقوقين من حسناتهم وأعمالهم لتعطى لأصحاب الحقوق .. حيث هناك لا ينفع درهم ولا دينار . 
          فإن كان أصحاب الحقوق معروفين فلا بد من تسديد الحقوق لهم .. ولن تُعدم الطرق التي تقلل من نسبة الحرج والمشاكل إن شاء الله .. ثم لو صارحتهم أن هذا الظلم الذي نالهم منك كان في جاهليتك قبل أن يمن الله عليك بالتوبة .. فهذا أرضى لنفوسهم .. وقد يقدروا موقفك ويكابروه من دون أدنى مشاكل إن شاء الله ) ومن يتقي الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب (. 
          أما إن تعسر عليك معرفة أصحاب الحقوق بأعيانهم .. فإن صدق التوبة .. مع التصدق بالنيابة عنهم بقدر ما لهم عليك من الحقوق .. أرجو أن يجزئك ذلك إن شاء الله تعالى .. والله تعالى أعلم .