س1157:
أبي مسلم وأمي نصرانية تخلت عن دينها وإلى الآن لم تعتنق الإسلام فهي لا تصلي ولا تصوم ولا تلبس الحجاب وكل همها الدنيا فقط وهذا الشيء يدفعني
إلى خلق المشاكل في البيت بسبب هذه القصة وأبي يعيش بيننا وهو لا يكترث إلى هذا
الأمر مطلقا فحالة أمي هذه تسبب لي حرجاً كبيراً أمام الأقارب والأصدقاء وخصوصاً أني
و أصدقائي من الشباب الملتزمين والحمد لله أنا لا أقول هنا بدافع التزكية ولكن لكي أشرح
لك القصة فأحيانا أعامل أمي بقسوة شديدة وأتكلم كلاماً قاسياً بسبب ما هي
عليه ولا أسمع منها سوى كلمة: أنت تصلي فلماذا هذه الأفعال بوالدتك ... فما حكم
معاملتي القاسية معها وهي على هذه الحالة وأين أنا من بر الوالدين، جزاك الله ألف خير؟
الجواب:
الحمد لله رب العالمين. بينك وبين بر الوالدين أو بر والدتك ـ أكثر الناس عليك
حقاً ـ مسافة واسعة لا يعلمها إلا الله .. وإذا كنت ممن يبحثون عن الجنة، وعن
طريق لدخولها، ويحرصون عليها .. فالزم رجل أمك فثمَّ الجنة.
فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه
سأل رجلاً من أصحابه:" هل لك من أمٍّ؟ "، قال: نعم، قال صلى الله عليه
وسلم:" فالزمها فإنَّ الجنة عند رجلها ". وفي رواية:" الزمها فإنَّ
الجنة تحت أقدامها ". وفي رواية:" الزم رجلها فثمَّ الجنة ".
فالوالد باب من أبواب الجنة الثمانية
فاحرص على أن لا تضيعه .. فإن علمت ذلك فاعلم أنه لا يجوز لك أن تكرهها على الدخول
في الإسلام .. والمطلوب منك ـ كما شرحت عن ظرفك ـ أن ترغبها بالإسلام من خلال
أخلاقك الحسنة .. وحسن معاملتك لها .. وأن تعاملها برفق فإن الرفق لا يكون في شيء
إلا زانه ولا يُنزع من شيء إلا شانه، والله تعالى رفيق يُحب الرفق في الأمر كله ..
وأن تدعو الله لها بالهداية والتوفيق .. في ظهر الغيب .. وليس لك عليها وراء ذلك
من شيء.