س1153:
امرأة نصرانية أسلمت .. ثم ماتت أمها .. فهل يجوز لها أن تشارك في مراسيم عزاء
والدتها التي ماتت على النصرانية .. أو أن تدخل الكنيسة للمشاركة في مجلس عزاء
أمها .. نرجو الإجابة بارك الله فيكم؟
الجواب:
الحمد لله رب العالمين. مجالس العزاء والحزن التي تُعقد من أجل الأموات من النياحة
المنهي عنها .. سواء كان الميت مسلماً أو غير مسلم، وسواء عُقدت هذه المجالس داخل
الكنيسة أو خارجها .. فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" النياحة
على الميت من أمر الجاهلية، فإنَّ النائحةَ إن لم تتب قبل أن تموت، فإنها تُبعثُ
يومَ القيامة عليها سرابيل قطرانٍ، ثم يُعلى عليها بدرعٍ من لهبِ النار "[
صحيح سنن ابن ماجه: 1286 ].
وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث
المتفق عليه:" ليس منا من شقَّ الجيوب، وضرَبَ الخدود، ودعا بدعوى الجاهلية
".
وعن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله
عنه قال: كنا نرى الاجتماع إلى أهل الميت، وصنعة الطعام، من النياحة.
وتعزية المسلم لمن يموت على غير عقيدة
التوحيد أن يبشره بالنار، كما في الحديث الذي أخرجه ابن ماجه، عن عبد الله بن عمر،
قال:" جاء أعرابي
إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن أبي كان يصل الرحم وكان وكان،
فأين هو؟ قال صلى الله عليه وسلم:" في النَّار ". قال فكأنه وجد من ذلك؛
فقال يا رسول الله فأين أبوك؟ قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم:" حيثما مررت بقبر مشرك فبشره بالنار
". قال: فأسلم الأعرابي بعد، وقال: لقد كلفني رسول الله صلى الله عليه وسلم
تعباً؛ ما مررت بقبر كافرٍ إلا بشرته بالنار.[ صحيح سنن ابن ماجه: 1278 ].
أما تعزية الأحياء منهم .. تكون
بتذكيرهم بالله جل جلاله .. وبما له من حق على عباده .. وبدعوتهم إلى التوحيد الخالص
.. وبما سيؤولون إليه من عذاب إن ماتوا على الكفر والشرك .. فإن اقتصرت التعزية
على هذا المعنى فهذا حسن لا حرج فيه، والله تعالى أعلم.