س90: يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى
3/267:" والإنسان متى حلل الحرام المجمع عليه، أو حرم الحلال المجمع عليه، أو
بدل الشرع المجمع عليه، كان كافراً مرتداً باتفاق الفقهاء " ا- هـ.
ما معنى تبديل الشرع .. وماذا يقصد
بالشرع المبدل إذا أطلق .. وما الصور التي
ينطبق عليها البديل في واقعنا المعاش الآن ؟؟؟
وهل صحيح قول من قال: إن التبديل في لغة
الفقهاء وعرف العلماء معناه: الحكم بغير ما أنزل الله على أنه من شرع الله ..؟
نرجو البيان والايضاح، مع ذكر كلام العلماء
في هذه المسألة الخطيرة .. وجزاكم الله خيراً.
الجواب: الحمد لله رب العالمين . معنى تبديل الشرع: هو تبديل الشرع المنزل بشرع آخر
باطل سواء هذا الشرع الآخر نُسب زوراً إلى شرع الله، أو إلى شرع المخلوق وحكمه
وهواه .. ولا فرق بين الاثنين من حيث لحوق الكفر بهما، وبأصحابهما.
وهذا هو مراد شيخ الإسلام ومراد غيره من
أهل العلم عندما يطلقون الحديث عن تبديل الشرع وعن كفر المبدل لشرع الله تعالى؛
حيث لا يُعرف عن أحدٍ منهم أنه فرق بين مبدل ومبدل .. فمن بدل الشرع ثم نسب تبديله
لشرع الله تعالى يكفر، بينما المبدل الآخر الذي يرد تبديله إلى شريعة البشر
وأهوائهم لا يكفر ..!!
هذا التفريق ليس عليه دليل ولم يقل به
عالم معتبر من علماء سلفنا الصالح .. ولا أراه إلا شبهة من جملة الشبه التي توحي
بها شياطين الجن إلى بعض الشيوخ المعاصرين !!
كنت أحسب أن شبه القوم ـ حول المسألة
ـ قد انتهت وحسمت بأقوال علمائنا
الربانيين .. ولكن أفاجأ بين الفينة والأخرى ببزوغ شبه ما أنزل الله بها من سلطان
ـ لم يسمع بها سلفنا الصالح من قبل ـ لا أرى مصدراً لها سوى شياطين الجن يوحون بها
إلى من يستأنسون منه قبولها من الإنس .. ومن يدري بما ستفاجئنا به الأيام القادمة
من شبه باطلة جديدة تشغل الشباب عن جادة الحق والصواب وما ينبغي أن ينصرفوا له من
المهام العظام الكبيرة !!
ثم الذي يثبت صحة هذا التفريق بين مبدل
ومبدل هو المطالب بذكر الدليل وبيان من يقول بهذا القول من أهل العلم، وليس النافي
.. ومع ذلك سأذكر لك ـ يا أخي ـ من الأدلة وأقوال أهل العلم ما يثبت صحة ما ذهبنا
إليه .. لتقر عيون الموحدين بالحق، وتخزى أعين أهل البدع والأهواء والإرجاف ..!
قال تعالى:] ومن لم يحكم بما أنزل الله
فأولئك هم الكافرون .. هم الظالمون .. هم الفاسقون [. قال ابن عباس -رضي الله عنه-: أنزلها الله
في الطائفتين من اليهود، وكانت إحداهما قد قهرت الأخرى في الجاهلية حتى ارتضوا
واصطلحوا على أن كل قتيل قتله العزيزة من الذليلة فديته خمسون وسقاً، وكل قتيل
قتله الذليلة من العزيزة فديته مائة وسق، فكانوا على ذلك حتى قَدِمَ النبي -صلى
الله عليه وسلم- المدينة، فذلَّت الطائفتان كلتاهما لمقدم رسول الله -صلى الله
عليه وسلم-، ويومئذٍ لم يظهر ولم يوطئهما عليه وهو الصلح، فقتلت الذليلة من
العزيزة قتيلاً، فأرسلت العزيزة إلى الذليلة أن ابعثوا إلينا بمائة وسقٍ، فقالت
الذليلة: وهل كان هذا في حيّين قط دينهما واحدٌ، ونسبهما واحد، وبلدهما
واحد، دية بعضهم نصف دية بعض ؟! إنما أعطيناكم هذا ضيماً منكم لنا، وفرَقاً
منكم، فأما إذا قدم محمد فلا نعطيكم ذلك، فكادت الحرب تهيج بينهما، ثم ارتضوا
على أن يجعلوا رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- بينهم . ثم ذكرت العزيزة فقالت:
والله ما محمد بمعطيكم منهم ضعف ما يعطيهم منكم، ولقد صدقوا، ما أعطونا
هذا إلا ضيماً منا، وقهراً لهم، فدسوا إلى محمد من يخبر لكم رأيه؛ إن أعطاكم
ما تريدون حكمتموه، وإن لم يعطكم حذرتم فلم تحكموه . فدسوا إلى رسول الله -صلى
الله عليه وسلم- ناساً من المنافقين ليخبروا لهم رأي رسول الله -صلى الله عليه
وسلم-، فلما جاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخبر اللهُ رسولَه بأمرهم كله وما
أرادوا، فأنزل الله عز وجل:] يا أيها الرسول لا يحزنك
الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا [ إلى قوله:] ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون [ ثم قال: فيهما والله نزلت، وإياهما عنى الله
عز وجل .[ أخرجه أحمد وغيره، السلسلة الصحيحة:2552 ].
لنعد قراءة الحديث من جديد فسوف نجد فيه
دليلاً صريحاً على ما ذهبنا إليه وقررناه في أو أول الجواب ولله الحمد .
وبيان ذلك أن اليهود عندما وقعوا في هذا
التبديل لم ينسبوه لله عز وجل وإنما نسبوه إلى أنفسهم المريضة .. وكانت الطائفة
العزيزة، وكذلك الذليلة يعلمون أن هذا التبديل هو من الظلم والضيم الذي اخترعوه من
عند أنفسهم، وأنه لا يجوز أن يكون بين فئتين كلاهما دين واحد .. قالت الذليلة:" إنما أعطيناكم هذا ضيماً منكم لنا، وفرقاً
منكم .." فكانوا يعلمون أن هذا الحكم ليس هو من الدين المنزل الموحى
به إليهم، ولم يقل أحد منهم بذلك ..!
ثم أن العزيزة صدقتهم بما قالوا، وأكدوا
أن هذا التبديل هو محض ظلم من أنفسهم وأهوائهم ولم ينسبوه لله عز وجل قط، فقالوا:" ولقد صدقوا ـ أي الذليلة ـ ما أعطونا هذا إلا ضيماً منا وقهراً لهم "
فالذليلة لم تكن تعطي العزيزة على أن هذا العطاء حكماً منزلاً .. ولا العزيزة كانت
تأخذه على أنه حكم منزل .. ومع ذلك أنزل الله تعالى فيهم قوله:] فأولئك هم الكافرون [ إلى آخر الآيات .
فهذا دليل قوي ـ ولله الحمد ـ على إبطال
تلك البدعة الحديثة التي تقول: أن من نسب تبديله لشرع
الله إلى نفسه وشرع البشر لا يكفر ..!
وهو دليل
قوي كذلك على إبطال المقولة التي تقول أن من وقع في تبديل الشريعة مع اعترافه بأنه
ظالم فيما قد بدل بأنه لا يكفر، كما يقول الشيخ ابن العثيمين ـ رحمه الله ـ
وقد تقدم الرد عليه ..!
ومن شذوذات الشيخ ناصر رحمه الله قوله
في تعليقه على هذا الحديث كما في السلسلة: 6/111، تماشياً مع أصوله الفاسدة في
الإيمان: إذا عرفت هذا فلا يجوز حمل هذه الآيات على بعض الحكام
المسلمين وقضاتهم الذين يحكمون بغير ما أنزل الله من القوانين الأرضية، أقول:لا يجوز تكفيرهم بذلك، وإخراجهم من الملة، إذا
كانوا مؤمنين بالله ورسوله، وإن كانوا مجرمين بحكمهم بغير ما أنزل الله، لا يجوز
ذلك، لأنهم وإن كانوا كاليهود من جهة حكمهم المذكور فهم مخالفون لهم من جهة أخرى، ألا وهي إيمانهم وتصديقهم بما أنزل الله،
بخلاف اليهود الكفار، فإنهم كانوا جاحدين له كما
يدل عليه قولهم المتقدم:" .. وإن لم يعطكم حذرتموه
فلم تحكموه " .. وسر هذا أن الكفر قسمان: اعتقادي
وعملي، فالاعتقادي مقره القلب، والعملي محله الجوارح، فمن كان عمله
كفراً لمخالفته للشرع، وكان مطابقاً لما وقر في قلبه من الكفر به، فهو الكفر
الاعتقادي، وهو الكفر الذي لا يغفره الله .. وأما إذا
كان مخالفاً لما وقر في قلبه، فهو مؤمن بحكم ربه، ولكنه يخالفه بعمله، فكفره كفر
عملي فقط، وليس كفراً اعتقادياً، فهو تحت مشيئة الله تعالى إن شاء عذبه وإن
شاء غفر له .. ا- هـ.
قلت:
الذي حمل الشيخ ـ رحمه الله وعفا عنه ـ على هذا التأويل الفاسد ـ الذي هو أقرب إلى
التحريف الظاهر لألفاظ وعبارات الحديث! ـ هي أصوله الفاسدة في الإيمان التي هي
أقرب ما تكون إلى أصول أهل التجهم وغلاة المرجئة ..
وإليك هذه التعقيبات والإشارات اليسيرة على ما تقدم من كلامه:
1- طواغيت الحكم في زماننا الذين ولجوا
نواقض الإيمان من كل أبوابها هم مؤمنون في نظر الشيخ .. لماذا ..؟ لأنهم مصدقون بما أنزل الله ..!!
ولو سألنا الشيخ عن تعريفه الإيمان:
لأجابك من فوره: بأنه اعتقاد، وقول، وعمل ..!
كيف نوفق بين هذا التعريف للإيمان وبين
قول الشيخ المتقدم عن طواغيت الحكم بأنهم مؤمنون لكونهم جاءوا بالتصديق بما أنزل
الله بخلاف اليهود الذين جحدوا .. وهل المسألة تقف عند مجرد التصديق ثم ليكن بعد
ذلك ما يكون .. ؟!!
ثم لو بحثنا في أصول جهم بن صفوان الضال
.. لوجدناه يعلق الإيمان على تصديق القلب .. كما أنه يعلق الكفر على جحود وتكذيب
القلب .. كما يقول الشيخ ناصر تماماً ؟!!
2- مما يؤكد ما تقدم ذكره تقسيم الشيخ
للكفر إلى قسمين: كفر مخرج من الملة مقره القلب فقط،
وكفر لا يخرج من الملة ومقره الجوارح؛ أي مهما
كان الكفر بواحاً وظاهراً على الجوارح إذا لم يأت ما يدل على موافقة القلب له
وتصديقه له فهو ليس بكافر .. وهو من المؤمنين الموحدين ومن أهل الجنان .. وهذا هو نفس قول الضال جهم بن صفوان !!
أعد قراءة قوله من جديد:" فمن كان عمله كفراً لمخالفته للشرع، وكان مطابقاً لما وقر
في قلبه من الكفر فهو الكفر الاعتقادي، وهو الكفر الذي لا يغفره الله
" وما سواه فلا ..!
3- كيف نوفق بين أصول أهل السنة ـ التي
يقول بها الشيخ! ـ الدالة على العلاقة المتبادلة بين الظاهر والباطن .. وبين قول
الشيخ: ظاهر كافر .. وجوارح كافرة .. وباطن مؤمن،
وقلب مؤمن .. حاكم كافر متمرد على شرع الله في ظاهره وعلى جوارحه .. مؤمن في قلبه
وباطنه ؟!!
4- قول الشيخ أن علة كفر اليهود أنهم
كانوا جاحدين مكذبين في قلوبهم بخلاف طواغيت الحكم في بلاد المسلمين فإنهم مصدقون
.. ليس صحيحاً .. وليس في الحديث ما يدل على ذلك .. وما أستدل به الشيخ ليس صحيحاً
لا لغة ولا حالاً وصفة .. وإليك ما قاله:" كما يدل عليه ـ أي على تكذيبهم
وجحودهم القلبي ـ قولهم المتقدم: وإن لم يعطكم
حذرتموه فلم تحكموه .." !!
قلت:
أين الدلالة من العبارة على أن اليهود كانوا جاحدين مكذبين في قلوبهم .. ؟!
ولو
أتينا بمذاهب أهل التأويل كلهم لما استطعنا على أن نفسر هذه المقولة بأنها تعني
الجحود والتكذيب القلبي ..؟!!
ثم
هل من مذهب السلف التأويل .. نقاتل غيرنا لوقوعهم في التأويل، ونشنع عليهم ثم نحن
نقع في شر أنواع التأويل ..؟!!
فإن قيل: يجوز التأويل للضرورة
.. قلنا وما الضرورة هنا .. إلا إذا اعتبر حمل ألفاظ
الحديث على أصول جهم من الضرورات التي تبيح المحظورات !!
هذا
وجه، ووجه آخر فإن القرآن يثبت أن اليهود لم يكونوا
مكذبين وجاحدين للنبي -صلى الله عليه وسلم- وما جاء به من الآيات والذكر الحكيم من
قلوبهم .. بل كانوا في يوقنون في قلوبهم أن النبي حق وأن ما جاء به من عند
ربه هو الحق، كما قال تعالى عنهم:] وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم
ظلماً وعلواً [؛ فهم جحدوا بالآيات بألسنتهم رغم أنهم كانوا يوقنون في قلوبهم
أنها الحق، وما حملهم على ذلك الجحود الظاهر
إلا الكبر والحسد والعناد ..!
وقال
تعالى:] فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به
فلعنة الله على الكافرين [ .
وقال
تعالى:] الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه
كما يعرفون أبناءهم وإن فريقاً منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون [. وغيرها كثير من الآيات التي تدل على أن اليهود كانوا يقرون في
قرارة أنفسهم وقلوبهم بأن النبي -صلى الله عليه وسلم- نبي مرسل وهو حق، وأن ما جاء
به من عند ربه هو الحق .. ومع ذلك فقد كفروا لتكبرهم على الدخول في الطاعة
والمتابعة لهدي الشريعة ظاهراً وباطناً ..!
دليل آخر على كفر من وقع في تبديل الشريعة بشريعة من عند نفسه أو
غيره من طواغيت البشر:
قال
-صلى الله عليه وسلم-:" إن بني إسرائيل لما طال
الأمد وقست قلوبهم اخترعوا كتاباً من عند أنفسهم، استهوته قلوبهم، واستحلته
ألسنتهم، وكان الحق يحول بينهم وبين كثيرٍ من شهواتهم، حتى نبذوا كتاب الله وراء
ظهورهم كأنهم لا يعلمون، فقالوا: اعرضوا هذا الكتاب على بني إسرائيل، فإن اتبعوكم
عليه فاتركوهم، وإن خالفوكم فاقتلوهم ..".[ أخرجه البيهقي في شعب
الإيمان، السلسلة الصحيحة:2694].
وقال
-صلى الله عليه وسلم-:" إن بني إسرائيل كتبوا
كتاباً فاتبعوه، وتركوا التوراة ".
وهذا
نفس ما يصنعه طواغيت الحكم في هذا الزمان من تبديل
لشرع الله؛ حيث ما من طاغوت إلا ويكتب كتاباً
من عند نفسه ـ يسميه الدستور ـ يلزم به شعبه بالقوة، ومن يأبى الطاعة
والتحاكم إلى هذا الدستور أو الرضى به فحكمه القتل ..!
إنها
السنن .. واتباع سنن من كان قبلنا حذو القذة بالقذة، وشبراً بشبر، ولو دخلوا جحر
ضب لوجد من هذه الأمة من يفعل فعلهم، ويدخل جحورهم ..!
قال
ابن حزم في الإحكام 2/208: لا فرق بين جواز شرع شريعة من إيجاب أو تحريم أو إباحة بالرأي لم ينص
تعالى عليه ولا رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وبين إبطال شريعة شرعها الله على لسان
رسوله -صلى الله عليه وسلم- بالرأي، والمفرق بين هذين العملين متحكم بالباطل مفتر،
وكلاهما كفر لا خفاء فيه ا- هـ.
وقال
رحمه الله 2/274: إحداث الأحكام لا يخلو من أحد أربعة أوجه: إما إسقاط فرض لازم؛
كإسقاط بعض الصلاة أو بعض الصيام أو بعض الزكاة أو بعض الحج أو بعض حد الزنى أو حد
القذف، أو إسقاط جميع ذلك، وإما زيادة في شيء منها، أو إحداث فرض جديد، وإما إحلال
محرم كتحليل لحم الخنزير والخمر والميتة، وإما تحريم محلل كتحريم لحكم الكبش وما
أشبه ذلك، وأي هذه الوجوه كان فالقائل به مشرك لاحق
باليهود والنصارى .. ا-هـ.
وقال
الجصاص في الأحكام في تفسير قوله تعالى:] فلا وربك لا يؤمنون حتى
يحكموك فيما شجر بينهم [: في هذه الآية دلالة على أن من ردّ شيئاً من أوامر الله تعالى أو
أوامر رسوله -صلى الله عليه وسلم- فهو خارج من
الإسلام؛ سواء رده من جهة الشك فيه أو من جهة
ترك القبول والامتناع من التسليم .. ا- هـ.
وقال
ابن تيمية في الفتاوى 7/70: وهؤلاء الذين اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً حيث
أطاعوهم في تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحل الله، يكونون على وجهين: أحدهما أن يعلموا أنهم بدلوا دين الله فيتبعونهم على التبديل
فيعتقدون تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحل الله اتباعاً لرؤسائهم مع علمهم أنهم
خالفوا دين الرسل فهذا كفر وقد جعله الله ورسوله
شركاً .. ا- هـ.
فتأمل
كيف اعتبرهم مشركين لمجرد اتباعهم على التبديل مع علمهم أنهم خالفوا بذلك دين
الرسل، وأن ما أحدثوه من شرائع ليست من دين الله وإنما هي من عند أنفسهم ..
وقال
رحمه الله 28/23: هذا هو دين الإسلام الذي أرسل الله به رسوله وأنزل به كتبه، وهو
الاستسلام لله وحده، فمن لم يستسلم له كان
مستكبراً عن عبادته، وقد قال تعالى:] إن الذين يستكبرون عن عبادتي
سيدخلون جهنم داخرين [.
ومن استسلم لله ولغيره كان مشركاً،
فقد قال تعالى:] إن الله لا يغفر أن يُشرك به [. ا- هـ.
وقال
28/357: فثبت بالكتاب والسنة وإجماع الأمة أنه
يقاتل من خرج عن شريعة الإسلام وإن تكلم بالشهادتين
.. ا- هـ.
وقال
28/470-471: فكل من خرج عن سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وشريعته، فقد أقسم
الله بنفسه المقدسة أنه لا يؤمن حتى يرضى بحكم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في
جميع ما شجر بينهم من أمور الدين والدنيا، وحتى لا يبقى في قلوبهم حرج من حكمه، ودلائل القرآن على هذا الأصل كثيرة .
فكل
من امتنع من أهل الشوكة عن الدخول في طاعة الله ورسوله فقد
حارب الله ورسوله، ومن عمل في الأرض بغير كتاب الله ورسوله فقد سعى في الأرض
فساداً .. ا- هـ.
وقال
28/524: ومعلوم بالاضطرار من دين المسلمين وباتفاق جميع المسلمين أن من سوغ اتباع
غير دين الإسلام، واتباع شريعة غير شريعة محمد -صلى الله عليه وسلم- فهو كافر .. ا- هـ.
وقال
.. وقال .. وقال .. ولو جمعت لهم جميع ما قال وقاله أهل العلم لأولوه لك وصرفوه عن
دلالاته .. نصرة لطواغيت الحكم المبدلين، والمشرعين، والمحاربين لشرع الله عز وجل
، الحاكمين بشرائع الطواغيت ..] ومن لم يجعل الله له نوراً
فما له من نور [ ولا حول ولا قوة إلا بالله .