الجلسات والندوات الحرة التي تُقام من قبل العلمانيين المرتدين


س27: هناك جلسات وندوات حرة تُقام من قبل العلمانيين المرتدين في بلدنا يُكفر فيها بآيات الله ويُستهزأ بها، فهل يجوز للموحد المشاركة فيها للرد على المرتدين، ولإقامة الحجة على الحاضرين .. وهل هؤلاء المرتدين الممتنعين بالقوة والشوكة دعوتهم واجبة قبل القتال أم لا ..؟؟
          الجواب: الحمد لله رب العالمين. المجالس التي يُكفر فيها بالله تعالى وغيرها من مجالس المنكر .. لا يجوز الجلوس فيها إلا على وجه الإكراه أو الإنكار، أو الدعوة وقيام الحجة على العباد وبقدر ما يحتاج لذلك من الوقت من غير زيادة ولا نقصان .

          فإذا عرفت ذلك عرفت أن الأخ الموحد لو دخل على القوم في محافلهم وأنديتهم للرد على باطلهم الذي قد يفتنون به عوام الناس ويضلونهم عن الحق .. أو لدعوتهم وأمرهم بالحق .. فهذا ـ إن شاء الله ـ لا حرج فيه .. وصاحبه له أجر الصدع بالحق في وجوه الظالمين إن شاء الله .. كما كان يفعل نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- عندما كان يأتي تجمعات صناديد قريش ـ وفي أنديتهم أحياناً ـ يأمرهم وينهاهم .. وكذلك دخول موسى وأخيه هارون عليهما السلام على الطاغية فرعون وملأه في قصره ليأمره بالتوحيد، وأن يرسل معه بني إسرائيل .. ونحو ذلك دخول الغلام المؤمن على الطاغية في قصره يدعوه إلى الحق وليتحداه ويثبت عجزه أمام قدرة الله تعالى .
          ونحو ذلك دخول شيخ الإسلام ابن تيمية على قاظان ملك التتار وإلى داخل قصره ليرده عن غزو دمشق .. ويسترد منه أسرى المسلمين، وأسرى أهل الكتاب من أهل الذمة والعهد ..  
          ولكن نشترط لهذا الأخ الذي يقتحم هذه الموارد .. أن يكون متمكناً فيما يريد أن يقيم به الحجة على الناس، وأن يكون فقيهاً وحكيماً في ترتيب أولويات الرد والبيان، شجاعاً ثابت القلب والفؤاد .. حتى لا يكون فتنة للحاضرين والسامعين، فيتحقق خلاف ما كان يريد أو يرجو من دخوله ومجالسته ..!
          أقول ذلك: لأنني أعرف كثيراً من الدعاة استشرفوا مجالسة الطغاة الظالمين تحت اسم وذريعة أنهم سوف يأمرونهم بالمعروف وينهونهم عن المنكر .. فلما دخلوا عليهم جاملوهم بالمنكر الذي هم عليه .. ولم يأمروهم بالمعروف .. وأفسدوا ولم يُصلحوا .. لذا فهو مزلق لا بد من تقدير حجمه وأبعاده قبل الشروع والدخول على القوم .
          أما سؤالك عن هؤلاء المرتدين الممتنعين بالقوة والشوكة .. هل دعوتهم واجبة قبل القتال أم لا .. ؟                  
          أقول: لا تجب دعوتهم قبل الشروع في قتالهم لأن الدعوة قد بلغتهم .. وإنما الدعوة تجب قبل القتال عندما يُراد قتال قومٍ لم تبلغهم دعوة الإسلام من قبل .. والله تعالى أعلم.