س1196: هل يوجد حد فاصل ومحدد نلتزم به ونُلزم به الآخرين يفرق بين
ما يجب بيانه والصدع به، وبين ما يجب كتمانه وعدم التحدث به للعامة .. حتى لا
يُفتن الناس عن دينهم .. وحتى لا يُكذَّب الله ورسوله .. أريد أن أقول: ما الحد
الفاصل بين "الصدع بالحق وتبيانه للناس" .. وبين " حتى لا يُكذَّب
الله ورسوله " وجزاكم الله عنا كل خير ..؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين. نعم يجب على الدعاة وأهل العلم أن يحدثوا
الناس بما يعرفون .. حتى لا يُكذَّبَ الله ورسوله .. ولا يفتنوهم عن دينهم .. كما
يجب عليهم أن يصدعوا بالحق كاملاً ولا يكتمون منه شيئاً
.. لكن لا يوجد حد فاصل ومعلوم نُلزم به أنفسنا والآخرين من الدعاة
.. فنقول لهم: هذا حد حدثوا ما دونه .. وما بعده فلا تحدثوا به الناس حتى لا يُفتنوا
في دينهم .. لا يوجد شيء من ذلك .. ولا نستطيع أن نحدد شيئاً من ذلك .. فالمسألة
تختلف من زمان لزمان .. ومن مكان لمكان .. ومن موضوع لآخر .. وقضية وأخرى .. ومن
تجمع لآخر .. ومن مخاطَب لآخر .. وتقدير المواضع المناسبة للقول من عدمها .. والقدر
المناسب من القول من عدمه مرده للعالم أو الفقيه .. والعلماء والفقهاء والدعاة
يتمايزون ويتفاضلون في هذا المورد تمايزاً وتفاضلاً عظيماً .. كل بحسب ما أوتي
من علم وفقه وفضل .. حيث أن منهم من تراه يتكلم في موضع يكون السكوت أولى بحقه ..
ويسكت في موضع يكون الكلام والبيان هو الأولى .. ويُحدِّث في المفضول على حساب الفاضل
.. ويُمسك عما يجب عليه بيانه .. وفي المقابل يخوض فيما لا يعنيه .. وهذا ملاحظ
.. لكن العتَب يشتد على من يقع في مثل هذا المحظور أو التقصير عن علم وسابق إصرارٍ
وإرادة .. لغرض في نفسه .. أو رغبة لما في أيدي الطواغيت الظالمين .. مع علمه
بالمخالفة أو الكتمان
لما يجب عليه بيانه .. نسأل الله تعالى أن يعلمنا التأويل، وأن يفقهنا في الدين
.. ويجعل أعمالنا كلها خالصة لوجهه الكريم .. اللهم آمين.