Pages

الطعن في العلماء المقيمين في الغرب



س1178: كثر في الآونة الأخيرة التخذيل والإرجاف والطعن في العلماء المقيمين في بلاد الغرب، رغم إن الكثير من هؤلاء العلماء فر بدينه من الطواغيت، وأظهر دينه في بلاد الغرب ولم يوال أهل الكفر، وناصر وانتصر للمجاهدين من منابر متاحة هناك إلا أن هؤلاء المرجفين من غلمان آل سلول وأذناب الحكام المستندين إلى جدار الصهاينة اليهود وعُباد الصليب استمروا في حملتهم المنهجية على العلماء المغتربين .. فما ردك عليهم؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. اعلم يا أخي أن الغرب والشرق، والشمال والجنوب .. كل ذلك لله عز وجل، والمسلم حيثما يجد سلامة العبادة والدين، والأمن على نفسه وأهله بنسبة أكبر حطَّ وأقام، سواء كان ذلك في الغرب أم في الشرق، وسواء كانت هذه البقعة من الأرض تنتمي إلى العالم الإسلامي أو إلى غيره، كما قال تعالى:) يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ (العنكبوت:56. فالله تعالى وسَّع الأرض لتحقيق سلامة العبادة والدين.
فهذا أمر معلوم بالنقل والعقل والمشاهدة لواقع حركة الشعوب في الأرض .. ومن أشرت إليهم من أذناب وأبواق الطواغيت الظالمين في البلاد العربية وغيرها .. لا يهمهم نظرة الشرع للهجرة وما يتعلق بها من مسائل وأحكام .. ولا يهمهم نقل ولا عقل .. وإنما همهم الأكبر ـ من وراء طعنهم ـ أن يدافعوا عن طواغيتهم وأنظمتهم الفاسدة الظالمة المرتدة، بدليل أنهم لا يعنون من طعنهم وتجريحهم بالمهاجرين من العرب والمسلمين إلى بلاد الغرب ـ على كثرتهم ـ سوى هذه القلة القلية من الدعاة ـ وهم في تناقص مستمر ـ الذين آلوا على أنفسهم أن يصدعوا بالحق، وأن يتحملوا تبعات ذلك الصدع.
يوجد ـ في بلاد الغرب ـ مئات الدعاة والشيوخ الموظفين لصالح أولئك الطواغيت الظالمين .. الذين ينشطون من أجل الدعاية لأولياء أمورهم الظالمين .. ومنهم من يأتي في الصيف للاصطياف والتنزه ـ أشد فصول السنة فساداً ـ بحجة أن له مهمة دعوية يثني من خلالها الشباب عن تكفير أو معارضة أولياء أمورهم .. فيُمنح من أجل ذلك كامل التسهيلات والنفقات .. والإقامة في أغلى وأفسد الفنادق .. كما وتوجد عشرات المؤسسات التابعة لأنظمتهم الفاسدة الظالمة .. ومع ذلك لا أحد يتكلم عن هؤلاء .. ولا أحد يحدثهم عن الهجرة وما يتعلق بها من مسائل وأحكام .. رغم أن خيارات التنقل والتحرك المتاحة لهم كثيرة جداً!
عملاء وكلاب الطواغيت المسعورة ـ المنتشرة في المنتديات الحوارية عبر الإنترنت، والمهيمنة على وسائل الإعلام المختلفة ـ ممن ذكرتهم في سؤالك، وغيرهم من الليبراليين العلمانيين من بني جلدتنا .. ينقمون من هؤلاء الدعاة على قلتهم أمرين:
أولهما: توجيه سهام الحق على تلك الأنظمة الفاسدة، والطواغيت الحاكمين لتلك الأنظمة وعملائهم وأذنابهم .. من قِبل هذه القلة القليلة من الدعاة إلى الله .. فأقلقهم ذلك، وأرَّق عليهم مضاجعهم!
ثانياً: ساءهم جداً هذه النسبة المحدودة من الأمن والحرية التي يتمتع بها هؤلاء الدعاة في بعض بلاد الغرب .. التي لا يمكن أن يجدوا جزءاً منها في بلادهم التي يحكمها الطواغيت الظالمون المتخلفون .. لأن المكان المناسب لهؤلاء الدعاة ـ على قلتهم ـ كما يعتقدون هي غياهب السجون المظلمة ليُساموا الذل والعذاب والتكميم والقهر .. والقتل!
ساءهم جداً أن هؤلاء الدعاة ـ على قلتهم وتخطف بعضهم ـ وجدوا في الأرض .. كل الأرض .. متراً مربعاً واحداً يقفون عليه .. ويتنفسون من خلاله الهواء .. لأن المعاملة الطبيعية ـ في نظرهم ـ لهؤلاء الدعاة أن يُخنقوا وأن تُكمَّم أفواههم .. وتُكسَّر أقلامهم .. وتُصادر أوراقهم .. وأن يُطاردوا في الشعاب والوديان .. وأن يُمنع عنهم كل شيء حتى الماء والهواء لو قدروا على منعهما لما ترددوا، صدق الله العظيم:) قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْأِنْفَاقِ وَكَانَ الْأِنْسَانُ قَتُوراً (الإسراء:100.
هكذا نفهم حملتهم الشعواء المسعورة على أولئك الدعاة .. وهكذا ينبغي أن نفهمها ونفسرها .. وهذا أمر متوقع منهم .. لا يُرجى ولا يُنتظر منهم غير ذلك؛ لذلك نراهم بين الفينة والأخرى يغرون بدول الغرب ـ كما حاول كفار قريش من قبل أن يغروا ويرشوا النجاشي ـ عسى أن يسلموا هؤلاء الدعاة إلى طواغيت بلادهم .. ليحصل التشفي منهم والانتقام .. ولله الأمر من قبل ومن بعد، ولا حول ولا قوة إلا بالله.