س1188: هل يوجد عند أهل السنَّة والجماعة في مسألة الجرح والتعديل
ما يسمي بباب الموازنات أي قياس السيئات والحسنات للعلماء والدعاة، أم أن
الأصل هو التحذير من كل من يقول بأمرٍ بدعي لا أصل له، وأقصد من العلماء مهما
كانت حسناته الأخرى .. وهل يجوز للعالم أن
يشنع على غيره من العلماء إذا قال أو أفتى بأمرٍ بدعي .. وبارك الله فيك؟
الجواب:
الحمد لله رب العالمين. المُنكر يُنكر ويُزال .. أياً كان صاحبه .. وكان قدر وحجم
ونوع هذا المنكر .. سواء كان هذا المنكر خطأ أم بدعة أو غير ذلك .. فالبدعة يُحذّر
منها على الإطلاق .. وهذا لا يستدعي بالضرورة التحذير من المبتدع ذاته .. إلا إذا
كانت بدعته مكفرة .. أو كانت البِدَع تغلب على منهجه وتدينه واعتقاده .. أو كانت
أصوله قائمة على الابتداع .. فحينئذٍ ينبغي التحذير منه ذاته كما يُحذر من بدعه
وأخطائه .. والقول بالتحذير من كل عالم يخطئ أو يرتكب بدعة ما .. فهذا يلزم منه
التحذير من كل العلماء .. وأن لا يسلم عالِم من التحذير .. وهذا لم يقل به نقل ولا
عقل .. ونصوص الشريعة ألزمتنا عند الحكم على الآخرين ـ سواء كانوا من العلماء أو
غيرهم ـ بالمدح أو الذم أن نراعي ونوازن بين جانب وقدر الحسنات والسيئات عندهم ..
فيوالى المرء على قدر ما عنده من خير .. ويُجافى على قدر ما عنده من شر .. ولا
يُجافى مطلقاً إلا إذا كان كافراً مشركاً محاداً لله ولرسوله وللمؤمنين .. كما
ألزمتنا بأن نتوسع في التأويل للعلماء العاملين وفي إقالة عثراتهم عند موارد الزلل
.. ولو يُراجَع ـ حول هذا الموضوع ـ كتاب رفع الملام عن الأئمة الأعلام لشيخ
الإسلام .. فإنه كتاب عظيم.