س77: معلوم أن سبَّ الله والرسول -صلى الله عليه وسلم- كفر لا
يُستتاب صاحبه، ولكن موحد تذكر أنه في أيام جاهليته وكفره ساب الله تعالى أو
الرسول -صلى الله عليه وسلم- .. فهل عليه شيء .. وهل يجوز له عرض حاله على الجماعة
المجاهدة أو الحاكم المسلم ـ في حال وجوده ـ ليقتص منه أم يكتم أمره، ويكله إلى
الله تعالى ؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين . يوجد
فرق بين شاتم الله تعالى، وبين شاتم الرسول -صلى الله عليه وسلم- من حيث استتابة
الشاتم، فشاتم الله تعالى على الراجح أنه يُستتاب، بخلاف شاتم الرسول -صلى الله
عليه وسلم- فإنه لا يُستتاب لأنه حق مخلوق لا يسقط إلا بالقصاص أو العفو .. والعفو
مستحيل لأن صاحب الحق الذي يملك صلاحية العفو هنا هو النبي -صلى الله عليه وسلم-
وحده، والنبي -صلى الله عليه وسلم- قد مات .. لذا لم يبق إلا القصاص، وقصاص شاتم
الأنبياء القتل إجماعاً.
فإن تاب وحسنت توبته نفعته توبته يوم
القيامة .. أما في الدنيا لا بد من القصاص، وقصاص الشاتم القتل كما تقدم.
أما صاحبكم أرى أن يستر نفسه، وأن يبكي
على ذنبه، ويجتهد في الطاعات، ويسأل الله تعالى الشهادة في سبيله .. عسى الله
تعالى أن يعفو عنه، والله تعالى أعلم.