Pages

حكم الخروج على أئمة الجور



          س96: ما حكم الخروج على أئمة الجور والظلم .. مع ذكر مذاهب العلماء في ذلك بالتفصيل، وبيان الراجح منها .. وجزاكم الله خيراً.
          الجواب: الحمد لله رب العالمين. هذه مسألة كبيرة، وذكرها على وجه التفصيل والاستدلال يحتاج لمصنف كامل .. وليس هنا موضعه.
          لذا سأكتفي إن شاء الله تعالى في تلخيص المسألة في النقاط التالية، فأقول:
          1- إذا بلغ الجور والظلم بالإمام أو الحاكم درجة الكفر البواح .. يجب الخروج عليه بالنص والإجماع.
          2- إذا كان ظلمه وفجوره دون الكفر البواح .. يُنظر لمفاسد الخروج عليه ومفاسد فجوره وظلمه، فإن رجحت مفاسد الخروج عليه لا يجوز الخروج عليه بالقوة.
          وأما إن رجحت مفاسد ظلمه وفجوره على مفاسد الخروج عليه، جاز الخروج عليه، وربما يجب .

          فإن قيل: هذا مخالف لما نص عليه بعض أهل العلم: من أن الإمام الفاسق لا يجوز الخروج عليه بالقوة، ونقلوا الإجماع على ذلك ؟
          أقول: هذا صحيح؛ وهو محمول على تقديرهم المسبق بأن مفاسد الخروج على الحاكم الفاسق هي أشد وأغلظ من مفاسد فجوره وظلمه مع بقائه على سدة الحكم .. ولكن إذا تيقن المسلمون بأن مفاسد الخروج على الحاكم هي أقل بكثير من مفاسد إقراره على سدة الحكم على ما هو عليه من الظلم والفجور .. فإن كثيراً من أهل العلم ـ إن توفر هذا الشرط ـ قد نصوا على جواز الخروج عليه .. واستدلوا على ذلك بنصوص عديدة التي تفيد أن الإسلام جاء بدفع المفاسد وجلب المصالح .. والله تعالى أعلم.