س73: موحد ضرب رجلاً
عامياً لأنه ساب الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، ثم ألقت الشرطة القبض عليه،
وبعد انقضاء المدة القانونية للموحد في السجن والإفراج عنه، اضطر إلى عقد صلح
عشائري مع المرتد وأهله، وذلك بدفع مبلغ مالي للمرتد لإنهاء المشكلة، فهل هذا
الصلح العشائري بين الموحد والمرتد، جائز، أم تبقى العداوة بينهما من غير خوف من
السلطة، أو من المرتد وأهله ..؟!
الجواب: الحمد لله رب العالمين .هذا
الصلح العشائري بصفته المذكورة في السؤال لا يجوز، وهو من الحكم بغير ما أنزل الله
.. كما لا يجوز للأخ أن يدفع لذلك المرتد الذي شتم الله ورسوله أي مالٍ يسترضيه
فيه .. والعداوة قائمة بينهما، بل بين ذاك الشاتم الخبيث وبين كل موحد يحب الله
ورسوله .. ويجب أن تدوم هذه العداوة؛ لأن الطاعن بالدين إمام من أئمة الكفر، لا
يستقيم للمرء دين إلا بالبراء منه، وبعداوته، وبغضه في الله -عز وجل- .
لكن بقي لي أن أسأل:
إذا كان الأخوة الموحدون في الكردستان ـ جماعة التوحيد ـ لا يستطيعون أن يدفعوا عن
هذا الأخ شر ذلك المرتد الخبيث الذي شتم الرسول -صلى الله عليه وسلم- .. مما يجعل
الأخ أن يلتجئ إلى الصلح العشائري الكفري، وأن يُحاكم في محاكم الكفر، ويدخل السجن
بسبب ذلك .. فإذا كانوا لا يستطيعون منع ذلك الشر عنه، كيف يريدون أن يقيموا
الحدود الشرعية ويطبقوها على الناس .. وكيف يُقال أنهم قادرون على ذلك .. كما ورد
في الأسئلة المتقدمة ؟!!
لذا أرجو من الأخوة معرفة مرادي وقصدي
عندما أطالبهم بالتروي، وأن لا يكلفوا أنفسهم فوق ما يُطيقون، وأن لا يتسرعوا
الأشياء قبل أوانها المناسب .. عندما يسألونني عن إقامة بعض الحدود الشرعية على
مستحقيها من الناس ..!!
أرجو من إخواني أن تنصب اهتماماتهم
ونشاطاتهم فيما يقدرون عليه ويُطيقونه .. وأن لا يهدروا الطاقات، ويضيعوا الأوقات
فيما لا قدرة لهم به .. وأن لا يعطوا الأعداء الفرصة والذريعة لاستئصالهم، وبخاصة
أنهم لا يزالون في مرحلة البناء والتكوين .. والبناء لا يزال طرياً غضّاً لم يقو
عوده بعد !