Pages

قتال الممتنع عن أداء ما هو معلوم من الدين بالضرورة

س5: هل قتال الممتنع عن أداء ما هو معلوم من الدين بالضرورة قتال بغي أم قتال ردة، وهل كان قتال أبي بكر الصديق رضي الله عنه لمانعي الزكاة قتال ردة أم قتال بغي ..؟؟
          الجواب: الحمد لله رب العالمين. لا بد من النظر أولاً للدافع الذي حمل ذلك الشخص على الامتناع عن أداء الواجب الشرعي، فإن كان الدافع له جحوده وإنكار شرعيته فإنه يُقاتل قتال ردة لوقوعه في الردة ..

          وإن كان الدافع له الذي حمله على العصيان وعدم أداء الواجب الشح والهوى ـ من غير جحود له ولا استحلال ـ وأبى أن ينصاع له إلا بالقتال، فإنه يُقاتل على أنه باغٍ غير كافرٍ إلى أن ينصاع للطاعة ويأتي بالواجب، كما قال تعالى:) وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ( الأنفال:39.
          أما إن كان هذا الواجب الضروري من الدين الذي امتنع عن أدائه هو من التوحيد وشروطه، وأبى إلا القتال .. فإنه يُقاتل على أنه كافر مرتد بغض النظر عن الدافع أو القصد الذي حمله على العصيان والمخالفة . 
          أما مانعي الزكاة الذين قاتلهم  أبو بكرٍ الصديق رضي الله عنه .. ففيهم النوعين: نوع قاتلهم على أنهم
مرتدون لجحودهم فريضة الزكاة ولاعتقادهم أنها لا تُدفع إلا للنبي صلى الله عليه وسلم . ونوع قاتلهم على أنهم بغاة ظالمين حملهم الشح والاستخفاف من قدر الخليفة ـ الحديث عهد بالحكم والخلافة ـ على الامتناع عن أداء فريضة الزكاة .. ولكن لما كان قتال أبي بكر الصديق رضي الله عنه لهؤلاء مع أولئك، مع أتباع مسيلمة الكذاب في وقت واحد .. عُرفت الحروب باسم حروب أهل الردة، وشُمل الجميع بهذا الاسم، والله تعالى أعلم .
          هذا إيجاز شديد .. والمسألة ربما قد نعود إليها بشيء من التفصيل في أبحاثنا القادمة إن شاء الله تعالى .