Pages

الاعتراف على المجاهدين وأهل العلم

س8: إن هؤلاء القوم ـ أمن الدولة ـ يستدعونني رغماً عني، ويطلبون مني أن أكتب بعض المعلومات أو أذكر لهم بعض الأشياء، فمثلاً يريدون معرفة رقم فلان أو اسمه الكامل أو مواعيد دروسه، وهم يعرفون كل ذلك، ولكني أتحرى أن أعطيهم ما يعرفون فقط، ولا يمكن الفلات منهم أبداً، وقد استشرت عدداً من أهل العلم والفضل لدينا من إخواننا، فكلهم أشاروا علي بأن لا أعاند معهم، لأنه قد حصلت لي مشكلة معهم سابقاً، بسبب رفضي التام للكتابة أو الكلام، ولكنهم أشاروا علي بأن أتكلم بما يعرفون هم، ليتركوني قليلاً، والحقيقة استخرت كثيراً فيما قالوه لي، وضاقت نفسي كثيراً، ووالله كلما يستدعونني أحس بكرب شديد، وهم وغـم وأدعو لهم أحياناً بالهداية، وكثيراً ما أدعو عليهم .. فهل علي إثم إن تكلمت بما يعرفون أم لا ؟! 

          الجواب: الحمد لله رب العالمين. ألخص الجواب على سؤالك في النقطتين التاليتين:
          1- هم عندما يريدونك أن تكتب إليهم معلومات عن إخوانك هم يعرفونها مسبقاً، يريدون من ذلك أموراً:
          أولها: أن يروِّضوك ويُجرِّئوك على أن تكتب إليهم في أمورٍ هم لا يعلمونها، وهذا لن يتحقق لهم إلا بعد أن يُزيلوا عندك الحاجز النفسي الذي يمنعك من الكتابة إليهم .. بدليل أن الذي يطلبونه منك هم يعرفونه !
          ثانياً: أن يتثبتوا من صحة المعلومات التي تعطيهم إياها؛ فإذا صدقتهم فيما يعلمون فهذا يرجح لهم صدقك في المعلومات التي لا يعلمونها ..!
          ثالثاً: عندما يُطالبونك أن تكتب لهم معلومات هم يعرفونها يتوقعون منك أن تتوسع في الحديث والشرح فيستفيدوا من بعض كلماتك من حيث لا تدري ولا تظن أنها مفيدة لهم ..!
          رابعاً: إضافة لما تقدم فهم يريدون من ذلك أن يُسيئوا إلى سمعتك بين المسلمين، وبخاصة من يسمع منك أو قد يتأثر بأحاديثك ودروسك .. فهم في ذلك يصنعون حواجز عديدة بين الإخوان تدفعهم لأن يُشككوا بعضهم ببعض إلى حدٍ لا يثق فيه أحد بأحد .. وهذا مطلب هام بالنسبة للظالمين!!
          2- إذا تنبهت لذلك، وكان أذاهم وشرهم لا يندفع عنك إلا أن تكتب لهم .. جاز لك أن تكتب لهم بشروط:
          أولها: أن لا تكتب لهم عن إخوانك في أمورٍ هم لا يعرفونها .. 
          ثانياً: أن لا تكتب عن إخوانك أي شيءٍ قد يؤدي إلى نزول الضرر بهم وإن كان الظالمون يعلمون عنهم هذه المعلومات؛ لأن إقرارك بها هو دليل آخر عندهم على إدانتهم، وقد يستدلوا بك على أنك منهم ومن أهل البيت، فيصعب حينئذٍ  على إخوانك الخروج مما رموا به ..!
          ثالثاً: أن لا تتوسع في الحديث أكثر مما ينبغي أو يُطلب منك .. فإذا سئلت عن أمر الجواب عليه يكون بخمس كلمات، لا تجب عليه بعشر كلمات، فإن فعلت يُخشى أن تقع بالمحظور وأن يطالك الحرج والإثم .
          رابعاً: أن تُعلم إخوانك بما ذكرته عنهم ـ وتستسمحهم من ذلك ـ حتى يكونوا على بينة من أمرهم، وحتى لا يدخل حديثك عنهم في باب الغيبة وغير ذلك ..
          بمراعاة هذه الشروط وما تقدم، وكان شر هؤلاء الظالمين لا يندفع عنك إلا بالكتابة إليهم .. أرجو أن لا يكون في كتابتك إليهم أو إجابتك لهم على أسئلتهم حرجاً إن شاء الله .